تاريخ ومزارات

من الخليج إلى بورسعيد.. تعرف على حكاية أشهر شوارع القاهرة

أميرة جادو

يعتبر شارع بورسعيد أو الخليج المصري سابقا، من أطول الشوارع في القاهرة على الإطلاق، وهو الشريان الحيوي الذي يفصل ويصل عالمين متناقضين معماريا وتاريخيا، العالم الأسطوري للقاهرة الأولى أو القديمة، وأجواء القاهرة الحديثة أو الأوروبية، حسب كتاب القاهرة شوارع وحكايات للكاتب حمدي أبو جليل.

وعلى الرغم من طول ومساحة الشارع الكبيرة، إلا أنه ليس المكان المناسب أو المربع لنزهة أهالي القاهرة وزوارها من العرب والأجانب، فبدايته كمعقل لتجارة الجملة وعدم نسبته لأي من حكام مصـر وابتعاده إلى حد ما عن بؤر الحكم في القلعة ثم في قصر عابدين أثر بشكل كبير على جمال مبانيه.

تاريخ شارع بورسعيد

ووفقًا لما جاء في كتاب “شوارع وحكايات”، بدأ شارع بورسعيد كشارع مزدحم بالمباني والبضائع والبشر، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وقبل هذا التاريخ لم يكن خاليا، بل كان مزدحمـا أيضا ولكن بشيء آخر، يناقض وضـعـه الحالي فـقـد كـان ممرا مائيا متسعا ومزدحما بمختلف أنواع السفن والمراكب.

وكما ذكر في الكتاب.. حفر هذا الممر الرومان، وقال البعض أن من حفره هم الفراعنة من أجل نقل بضائعهم من النيل إلى البحر الأحمر وسموه خليج (ترجان). وعند الفتح العربي ردم الكثير من أجزائه وعندما أحس عمرو بن العاص بأهميته بالنسبة لحركة التجارة استأذن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في إعادة شقه فسمح له ومن يومها عرف بخليج أمير المؤمنين وعادت السفن تجرى فيه لتصل إلى البحر الأحمر ومنه إلى الحجاز محملة بالغلال ومختلف أنواع البضائع.

والجدير بالإشارة، استمر استخدام الشارع في أعمال الملاحة المهمة حتى أهمل في زمن عبدالعزيز بن مروان ومن جاء بعده من الولاة، غير أنه عاد مرة أخرى إلى سابق مكانته بعد أن أنشأ جوهر الصقلي مدينة القاهرة وعرف باسم الخليج المصري ثم الخليج الحاكمي وخليج اللؤلؤة نسبة إلى قصر اللؤلؤة الذي كان قائما في العصر الفاطمي على مشارفه وتحديدا في المنطقة التي احتلتها مدرسة (الفرير) بشارع الخرنفش، غير أنه سرعان ما عاد إلى اسمه القديم (الخليج المصري).

أما في عام ۱۸۹۹م، اختفى إلى الأبد فقد (ردم) وحل محله شارع اتخذ نفس الاسم إلى أن جاءت ثورة يوليو ليطلق عليه اسم مدينة بور سعيد عام 1957.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى