ما هي حكاية التكية المولوية وعلاقتها بجلال الدين الرومي؟.. وهذا سبب تسميتها
أميرة جادو
تتواجد التكية المولوية بشارع السيوفية في حي الحلمية بمدينة القاهرة القديمة بالقرب من حي السيدة زينب وحي القلعة، وتضم هذه المنطقة العديد من النماذج رائعة للعمارة الإسلامية، حيث المساجد التاريخية والأسبلة والكتاتيب من مختلف العصور.
تاريخ التكية المولوية
ويعود تاريخ هذا المكان لعام 721 هجرية، إذ كان يقع مكان التكية المولوية مدرسة «سنقر السعدي»، وهو أحد أقوى أمراء دولة الناصر محمد بن قلاوون، فبنى المدرسة وألحق بها قبة ليدفن تحتها، كما بنى مدفنا بجواره للشيخ الصوفي «سيدي حسن صدقة»، ويشاء أحد أتباع «سنقر» ويدعى «قیسون» بالوشاية به لدى السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فيطرده من مصر إلى طرابلس بالشام ويموت هناك، أما «سيدي حسن صدقة»، فكان بمثابة الشقيق الروحي في التصوف للقطب الصوفي الكبير سيدي «أحمد البدوي» وضريحه في طنطا بوسط الدلتا.
ووفقًا لما جاء في كتاب «ديانة القاهرة» للكاتب محمد مندور، استمرت المدرسة والخانقاة التي أقامها سنقر السعدي مستخدمة لإيواء الصوفية وطلاب العلم والأرامل، حتى حضرت «طائفة المولوية» لمصر في العصر العثماني، وهم الدراويش أتباع مولانا جلال الدين الرومي، فسكنوا بالمكان وأقاموا احتفالاتهم بها.
ولا تزال العمارة الأثرية للتكية المولوية موجودة، إذ بها قاعة الرقص المعروفة باسم «السمعخانة» والضريح وحجرات إقامة الدراويش، كما أن بها أعمدة وصور وخطوط ترمز للطريقة الصوفية المولوية، وهي طريقة فلسفية روحية صوفية أسسها «جلال الدين الرومي».
سبب التسمية
ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم إلى المكان الذي استعمله المولويون كملجأ للدراويش أي «المريدين المولويين»، حيث يقضون أوقاتهم في العبادة والذكر الذي كان كثيرا ما يصاحب بالرقص الدائري العوفي والموسيقى.
ما هي المولوية وعلاقتها بجلال الدين الرومي
وتعتبر المولوية من الطرق الصوفية، التي تأسست على يد الشيخ جلال الدين الرومي (1207هـ – 1272هـ)، وهو أفغاني الأصل والمولد، عاش معظم حياته في مدينة قونية التركية، وقام بزيارات إلى دمشق وبغداد، وهو ناظم معظم الأشعار التي تنشد في حلقة الذكر المولوية، واشتهرت الطريقة المولوية بتسامحها مع أهل الذمة ومع غير المسلمين أيا كان معتقدهم.
وعرفت الطريقة المولوية بـ«الرقص الدائري» لمدة ساعات طويلة، حيث يدور الراقصون حول مركز الدائرة التي يقف فيها الشيخ، ويندمجون في مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحي، فيتخلصون من المشاعر النفسية، ويستغرقون في وجد كامل يبعدهم عن العالم المادي ويأخذهم إلى الوجود الإلهي كما يرون.
والجدير بالذكر، عرف اتباع المولوين في مصر بـ “الدراويش” أو “الجلاليون”، نسبة إلى جلال الدين الرومي، كما عرفوا بـ«دراويش البكتاشية» الذين هم من أصل تركي، وكان مكان تجمع المولويون يسمى التكية المولوية أو تكية الدراويش أو السمعخانة (أي مكان الإنصات).