قبائل و عائلات

ليبيا ومصر.. تاريخ من العلاقات الوثيقة على مر العصور

دعاء رحيل

انتشرت القبائل المصرية في صحراء غرب مصر من الإسكندرية في الشرق إلى مدينة السلوم في الغرب على الحدود المصرية الليبية ، وتمتد نفس القبائل في عمق ليبيا، فهي لا ترتبط بينهم فقط الجغرافيا وعلاقات الجوار، ولكن أيضًا بالانتماء إلى زواج القبائل المصرية مع الليبيين والعكس بالعكس، لأنهم يشتركون في العادات والتقاليد البدوية، وقد انعكس ذلك على الجانبين، واقفين معا في الأزمات والشدائد والثورات التي أدت إلى مزيد من الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية الاستراتيجية في غرب مصر.

 

والزواج بين قبائل مطروح وليبيا قديم، وبدأ الرأي العام في التعرف عليها في الأربعينيات من القرن الماضي، في ضوء أوجه التشابه بين العادات والتقاليد بين القبائل هنا وهناك، وزادت روابط هذه العلاقات الاجتماعية في التسعينات بزواج القبائل الليبية من المصرية، جنبا إلى جنب مع أقارب شباب من مطروح في ليبيا، بدأوا أيضا في ترشيح الفتيات الليبيات للزواج من مصريين والعكس، حتى أصبح الزواج بين الطرفين أمرًا طبيعيًا بين هذه القبائل، وعززت هذه الزيجات العلاقات الشعبية، وتأسيس قنوات لتسهيل حل المشاكل الأسرية بين زيجات الطرفين، وتوسعت القضية لتشمل مشاكل أخرى غير عائلية ، على سبيل المثال ، ذهاب بعض أفراد القبيلة إلى ليبيا للتدخل في حل أي مشاكل مع القبيلة تتعلق بالمصاهرة.

 

 

 

 

 

أشهر القبائل:

 

قبيلة أولاد علي: وهي قبيلة مكونة من أكثر من مليوني شخص وتتعدد أسماؤهم، وتنقسم بشكل رئيسي إلى قسمين: “أبناء علي الأحمر” برئاسة قبائل القنايشات واولاد علي الابيض” بقيادة قبائل العزائم، بينما تشتمل على “أولاد عليّ” قبائل فرعية أخرى وهي “الهوارة، والزنالكة، والقواسم، والعوامي، وماضي، والحمام، والعاصم، والسناجرة، والأخشيبات، والشراسات، والحويتية، والحنيش”

 

 

وانتشرت هذه القبائل من سيدى برانى فى مطروح ، الواقعة بالقرب من الحدود المصرية الغربية مع ليبيا ، إلى دمنهور التابعة إلى البحيرة ، وسط دلتا مصر ، ومناطق مثل العامرية والملك مريوط ، غرب الإسكندرية ، والمحافظات في الجيزة والغرب والشرق. هاجرت قبائل أولاد علي من ليبيا عام 1670م، بعد الصراع مع قبيلة الحربي في جريدة حبيب المعروفة تاريخيا، ومن المعروف أن قبائل أولاد علي هي الذراع الأيمن للحكومة وتم استدعاؤها إليها في المنطقة، وقبيلة “أولاد علي” لها العديد من الأنشطة التي يشارك فيها مع الحكومة في مختلف الجوانب الاجتماعية والسياسية للدولة.

 

 

قبيلة حبون: يرجع أصل هذه القبيلة إلى الجد عبد السلام بن مشيش وأطلقوا عليه أسمه، ووضع في الساقية الحمراء جنوب المغرب، وأنجب مشيش صبي أسماه حسن، انتقلت هذه القبيلة إلى ليبيا في القرن الخامس عشر وتعيش في منطقة الباطن ، وتجدر الإشارة إلى أن نجع حبون مشهور جدًا على الحدود بين مصر وليبيا، وفرع القبيلة متجذر في الصحراء الغربية ، محافظات العامرية والبحيرة غرب الإسكندرية ، وأشهر عوائلهم هي “الأعمى” ، نسبة إلى جدهم ، خليفة الأعمى ، وذريتهم “موسى غيضان وعثمان ومسعود. ولديهم أيضًا فروع في عائلة رشاش في حوض عيسى في محافظات برج العرب، الطرح ، سيدي براني والبحيرة.

 

 

 

 

 

قبيلة البراعصة: اندلعت قبيلة البراعصة في مدينة البيضاء شرق ليبيا احتجاجا على القذافي، وأشهر عائلات البراعصة فى ليبيا هي مأزق ، الصيفاني ، حدوث ، مقرب ، الخضراء ، والأخيرة تعيش في مصر منذ حوالي 150 عامًا، تنقسم قبيلة البراعصة إلى ثلاث عائلات كبيرة هي “طامية والمساعيد وحسين”.

 

 

 

قبيلة العزازمة: وهي من أهم القبائل في صحراء النقب ، فقبل صحراء النقب لم تكن هناك حدود ، وجزء من الحدود كان في شبه جزيرة سيناء ، وجزء منها في فلسطين المحتلة ، وتناثرت منازلها في جميع أنحاء البلاد ، وفي الحرب التركية البريطانية عام 1910 تم رسم الحدود الخلفية بحيث يمكن تقسيم العزازمة إلى قسمين داخليًا ، واتبعت مصر الحكومة المصرية والاحتلال البريطاني.

 

 

 

 

 

قبيلة الفواخر: هي قبيلة ليبية قديمة تنتمي إلى النبلاء الذين عاشوا في مدن مثل أجدابيا وسلوق والبايدن وكان لها تأثير قوي على الحدود الليبية المصرية، وتتميز هذه القبيلة بحفظ القرآن الكريم وتعليمه للقبائل الأخرى، وتشتهر بإطعام الإبل والعيش في الصحراء وزراعة الأرض، على الرغم من أنهم يعيشون بشكل أساسي في الصحراء، إلا أنهم معروفون بوجود العديد من العلماء والمهندسين والفقهاء، وأشهرهم عالم كبير في ليبيا الشيخ عيسى الفخري تخرج من الأزهر منذ أكثر من 100 عام.

 

“تبادل الزيارات”

 

 

 

قال الباحث محمد الشريف الباحث في الشأن الليبي، تتوسع قبائل مطروح في ليبيا إلى منطقة أجدابيا الليبية ، مثل قبيلتي المنفة والقطان ، وتنتشر القبائل نفسها على الجانبين وتستمتع بفرحنا وتشاركنا أحزاننا، تذهب وفود من قبائل مطروح تحت رعاية الدولة، وتجلس مع القبائل الليبية ، وإذا كانت هناك مشكلة سيتم استيعابها وحلها بما يرضي جميع الأطراف، يتشاركوا نفس العادات والتقاليد والملابس والطعام والشراب، وإذا نشأت مشكلة في رعايتهم، يزورهم وفد من القبائل الليبية للمصالحة، وسيتم تشكيل لجنة مصالحة للبت في حل المشكلة ودفع الدم، وما يؤدي إلى المصالحة ، وعلى كلا الجانبين هناك بعض المشاكل التي تٌدفع لها الدية في حال وقوع حوادث ووفاة أشخاص هنا وهناك، أما إذا كان المتوفى قاصرًا ، سيحصل على تعويض ويجب دفع أموال الدم ، مما يعكس الكرم والتسامح والاحترام والاعتراف.

 

أما في المناسبات المختلفة يتبادلوا الزيارات، وبالمثل، تزورهم القبائل الليبية وتقدم لهم الذبائح، كما يقول عنهم “أسلافهم” الذين يتم تقديمهم إليهم في مناسبات مماثلة.

 

 

وأشار الشريف، إلى العلاقات الطيبة والزواج بين القبائل على الجانبين يخدم المصلحة العامة لكلا البلدين ، والتعاون المثمر بين الجانبين ، كما كان الحال خلال الفوضى الأمنية في الثورات العربية، حيث وجدنا التضامن مع أبناء القبائل المصرية والليبية و اتصالات على أعلى مستوى لمنع دخول العناصر المخربة حاولَ الإضرار بأمن الوطن، كما يوجد تنسيق على مستوى السلوم حيث إذا ُوجد أي عنصر يظهر علامات الشك، أو أنه يشكل تهديدًا لأمن الوطن يتم إخطار السلطات الأمنية على الفور للقيام بالإجراءات اللازمة المتخذة.

 

وأضاف، أن العلاقات بين الزواج والنسب تجعل القبائل الليبية متيقظة للحفاظ على الأمن في الأراضي المصرية والعكس بالعكس في ليبيا ، كما أن القبائل الليبية تُبَلغ سكان هذه القبائل على الجانب المصري بأي تحركات مشبوهة أو نوايا شريرة تزعزع السلام والأمن. وتؤثر على الأمن القومي، حقيقة أن المصير أصبح واحداً واستمر: “نحن نقدر دور أجهزتنا الأمنية ، التي لا تنتهك أي معلومات وتعاملها بروح الوطنية، وهذا يشجع على التعاون المثمر والبناء وموقف جميع القبائل وراء القوات المسلحة وجميع الوكالات سلامة.

 

 

 

وأكد الشريف، أن الأنساب المشتركة بين ليبيا ومصر تكثف وتنشط الاقتصاد والتجارة اللتين تعتمدان على الثقة المتبادلة بين الأفراد على الجانبين وتلبية احتياجات الأسواق، وفي هذا السياق تُصدر البضائع التي يحتاجها السوق الليبي، مثل الفواكه والخضروات اليومية، فضلاً عن المنتجات الغذائية والبناء المختلفة، واستيراد متطلبات السوق المصري.

 

 

وأضاف، أنه ليس من المستغرب أن معظم المعاملات التجارية تقوم على الثقة أكثر من الصكوك والوثائق التي أثرت على القبائل المصرية في الجانب الليبي، والارتباط الوثيق مع الجانب الليبي يلتقي بعشم من قبائلنا في كثير من الأمور، وكشف أن علاقات الزواج عززت العلاقات بين البلدين ، وقائلاً إن “أمن مصر هو أمن ليبيا ، وبالمقابل فإن أمن ليبيا هو أمن مصر”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى