عادات و تقاليد
أخر الأخبار

«صوت القبائل» تكشف لغز «أرسان الإبل» في سيناء.. سلالات عريقة امتدت لمئات السنوات

سيناء – محمود الشوربجي

كشفت «صوت القبائل العربية» لغز «أرسان الإبل» في سيناء في حوار وتقرير مع أحد الباحثين في التراث البدوي. ويحيلنا الباحث للحديث والدخول في مجتمع الإبل الفريد من نوعه وعراقة سلالاته التي امتدت لعشرات العقود، حيث كشف عن معلومات تُنشر لأول مرة وإلى التقرير..

 

تمثل الإبل رمزًا رئيسيًا من رموز التراث في شبه جزيرة سيناء الواقعة شمال شرق مصر، على وجه الخصوص، والمنطقة العربية والقبائل العربية بشكل عام، وكشفت “صوت القبائل العربية» أسرار عالم الإبل وتعمقت في تناول الأرسان الخاصة والشهيرة بالقبائل المعروفة والتي امتدت لعقود من الزمان. كما أن – الإبل – مجتمع فريد من نوعه لما بينهم من حسب ونسب لسلالاتها العريقة.

وكشف حسن سلامة الباحث في التراث البدوي، في حديث خاص لـ «صوت القبائل العربية» أن “الرسَن” هو الحبل الذي يُربط في رأس الجمل ويقاد به، والرسن هو السلالة الأصيلة المنتقاة بعناية، وهي العلامة الفارقة لدى ملاك الإبل والمهتمون بإبلهم الأصايل من الاختلاط.

وأضاف أنهم قالوا في أمثالهم «ماسك رسنها أو وافي عِدها» أي محافظ عليها من الاختلاط من أنساب غير أصيلة. وتطلق كلمة “أرسان الإبل” في بادية سيناء على الذود أو القطيع الأصايل والمعروفة لكل الملاك.

مدرسة الأرسان الأصيلة

وأوضح “الباحث في التراث البدوي” أنه التقى في وقت سابق مع سلامة أبو فياض العيادي، أحد ملاك الإبل. ودار حديث بينهما  تناول تفاصيل الأرسان وزواجها بين إبل القبائل، حيث قال “العيادي” أن الإبل معروفة في سيناء. وكل قبيلة لها أرسان معروفة ومعلومة للجميع منذ وقت طويل وما زالت تحافظ على سلالتها الأصيلة من الإهمال والاندثار. لذلك هناك حفظ تام لهذة الأرسان لدى القبائل، كما أنها معروفة بينهم ويوجد أكثر من رسن.

وأشار “العيادي” إلى أن هناك ما يسمى بـ “العِد” لملاك الإبل أثناء تزاوج الإبل في الشتاء. موضحًا أن “العد” هو التضريب من جمل أصيل وافي عِدة. والعد يكون في الأنثى والعد الوافي يكون للجمل الخامس وأثناء العد يُقال الناقة فيها واحد، أي تضربت من جمل أصيل أو فيها إثنين أو البكرة فيها ثلاثة. حتى تصل إلى الجد الخامس وتكون بذلك وافية العد. عملية تحتاج إلى صبر.

وأكد “العيادي” خلال حديثه للباحث، أن بهذا تفرز من كل الشوائب أو النواقص وتكون منتقاة تنقية. لذلك يتم تشميل الناقة خاصة في فصل الشتاء حتى لا يقع عليها جمل غير أصيل أثناء سيرها في المرعى. من هذا صار مالك هذه الأرسان المنتقاة بعناية دقيقة يكون صاحب رسن يعرفه كل ملاك الإبل. لأنه وصل إلى تكوين مدرسة من السلالة الأصيلة والنقية من الأرسان للإبل وتكوين سلالة معروفة بين ملاك الإبل في سيناء والذي يسميه “ضرايب” وإصليل وصافي.

مسميات الأرسان

وتابع “الباحث في التراث” أنه جرى إطلاق تسميات عديدة على هذة الأرسان وكل قبيلة لها أرسان معروفة لا تحتمل التشكيك فيها. حتى إن الذي يشكك أو يتطاول بقول أو تعدي على هذه الأرسان تتم محاسبته عند “الزيادي” وهو قاضي الإبل الذي يفصل في التعدي عليها.

ولفت “الباحث” إلى أنه لكل قبيلة أرسان معروفة وتنتقل الأرسان إلى القبائل الأخرى بمسمياتها إلى أي قبيلة تقتني الإبل الأصايل على مدار مئات السنين، فمثلا قبيلة العيايدة يوجد بها أرسان إبل أصايل مثل «نعيجان، وزرزور، وضبعان، وعسيفان، وصوغان» هذه الأرسان من عند هذه القبيلة.

كما لفت، أيضًا قبيلة السواركة توجد بها أرسان معروفة مثل «العشيبيات وهي من أقدم الأرسان، والمضيحيات، والخاينات، والقطقاطيات، والحرازيات».

أمّا قبيلة الترابين يوجد بها أرسان معروفة أيضًا مثل «شعلانات، وغبشانات، وجحشنات». وقبيلة اللحيوات ولديها «شعلان، وعوجان». وقبيلة بلي لديها رسن «غزلان، وكرمان، وسحلان» وقبيلة الحويطات لديها رسن «شمران، وشمرة ودهمان» وقبيلة المساعيد لديها رسن «سمحان، وسمحانة».

جديرًا بالذكر أن لكل رسن من هؤلاء لديه قصة تدوم لعقود طويلة، وكانت هذه أمثلة لأشهر الأرسان بين ملاك الإبل بين القبائل في شبه جزيرة سيناء.

قطيع من الإبل وهو يشرب الماء من سُقيه في سيناء
صورة يُقال عنها أنه أغلى أنواع الإبل – تم التقاطها وقت الغروب
صورة ملتقطة من أحد سباقات الهجن في سيناء
صورة ملتقطة لآخر سباق للهجن سبتمبر الماضي في ميدان العريش العريق – أول ميدان في مصر
حسن سلامة – الباحث في التراث البدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى