حوارات و تقارير

فساد السراج.. حديث طرابلس مظاهرات بالعاصمة الليبية تطالب برحيل حكومة الفساد وإهدار المال العام

 

السراج يطلق ميليشياته على الغاضبين في الشوارع ومطالبات بتدخل أممي

 

رضوان الفيتوري: الأمم المتحدة تتظاهر بمساعدة الشعب الليبي

 

علياء المهدي: الحل في تولي الجيش الليبي زمام الأمور لحين عقد إنتخابات نزيهة

دعاء رحيل

الخونة دوما صدورهم ضيقة يشعرون أنهم لايستطيعون التنفس، كحال من يحتضر، وإذا إقترنت الخيانة بالفساد يصير هؤلاء كجيف الصحراء لا أحد يطيق رائحتهم، وعلى الفور تبدأ إجراءات دفنهم، فايز السراج رأس حكومة الوفاق الليبية التابعة لحكم أردوغان التوسعي، أحد هؤلاء الفسدة والخونة، فقد رهن ثروات ليبيا وسلمها للمحتل التركي، ناهيك عن رائحة الفساد التي ملأت جوانب حكومته وطغت في شوارع طرابلس العاصمة.

سكان طرابلس الشرفاء وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرة حكومة الوفاق،إستفاقت أخيرا واكتشفت أن السراج، ووزرائه باعوا الوطن للأجانب، ونقلوا مليارات الدولارات للبنك المركزي التركي، وما تبع ذلك من سرقة ملايين الدولارات دٌست في جيوب المسؤولين خاصة في ظل الإفتقار لوجود جهات محاسبة أو قانونية نزيهة في البلاد.

قرر الشعب الليبي الثورة على رئيس الحكومة فائز السراج ومعاونيه الذين وضعوا في مأزق حقيقي، فالآن لم تعد المواجهة أمام ممثلي المجتمع الدولي، وإنما أمام أبناء الشعب الذي لطالما تعمد السراج بيع الوهم لهم، وإقناعهم بأنه يبذل جهودا لمصلحتهم.

 

فشل السراج أمام أبناء طرابلس، فلم تتمكن لعبة إعلان مبادرة وقف إطلاق النار من إقناعهم بأنه رجل وطني وهدفه الأول مصلحة البلاد، وتيقنوا من أنه يريد فقط التستر على تصرفاته وفساده خاصة وأن الأوضاع الإقتصادية والخدمية تسوء يوما تلو الآخر، فكان رد فعل أبناء طرابلس بمثابة المفاجأة الغير متوقعة على الإطلاق.

 إرحل ياسراج

أبناء طرابلس خرجوا يهتفون ضد حكومة الوفاق رفعوا شعارات مناهضة للسراج ومعاونيه يشتكون إنعدام الخدمات، فهم يواجهون تردي في الأوضاع الخدمية ولا ينعمون بالكهرباء أو المياه النظيفة، علاوة على سوء الأحوال الإقتصادية، مما إستوجب توجيه إتهامات صارخة ضد حكومة الوفاق بتعمد ممارسة الفساد والسؤال عن المكان الذي تصرف فيه أموال الحكومة طالما أنه لم يذهب لصالح الشعب وخدماته، وسط مطالبات بمحاسبته ورحيله.

 

تيقن أبناء طرابلس من أن حكومة الوفاق وبدلا من توفير الخدمات اللازمة لهم تصرف ببذخ شديد في مصلحة تركيا وسبل تحقيق أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووجهت إتهامات صارخة ضد الرئيس فائز السراج بأنه يسهل الميليشيات والمرتزقة السبل للإنتشار والتوسع داخل الأراضي الليبية كونهم يعملون على تحقيق الأهداف التي يريدها أردوغان، وأن أموال الحكومة تصرف فقط في هذا الشأن، مما أدى لإرتفاع سقف المطالبات الشعبية بضرورة الإطاحة لجميع رموز حكومة الوفاق وعلى رأسهم فايز السراج، فكان رد الفعل إجرامي كعادته.

 

تيقن السراج من أن موقفه بات صعبا وأن البساط قد سحب من أسفل قدميه في أي لحظة ولكي يظل باقيا في السلطة فسح المجال أمام الميليشيات المسلحة الذين تمكنوا من الإنتشار بين المتظاهرين السلمين ومارسوا أساليب البطش ضدهم، وفي نفس الوقت لكي يقول للمجتمع الدولي بأن هؤلاء المتظاهرين عبارة عن مجرمين لا يحق لهم المطالبة بأي شيء، فإرتفع سقف المطالبات لما هو أكبر بكثير.

قرر المتظاهرين من أبناء طرابلس المطالبة بسرعة تدخل أممي لإجراء تحقيقات وافية في جميع الإنتهاكات التي تعرضوا لها على يد ميليشيات حكومة السراج، وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها فايز السراج.

 

كغر مغرور سخر فايز السراج من المطالبات الشعبية للتدخل الأممي في الإنتهاكات التي تعرضوا لها وإجراء تحقيق أممي، خاصة وأن حكوم الوفاق تنعم بدعم وإعتراف رسمي من قبل الأمم المتحدة، إلا أن البعثة الأممية فاجأته بالتدخل وطالبت بضرورة تشكيل حكومة تلائم الشعب ومتطلباته، فقرر فايز السراج أن يختار كبش الفداء، لإطفاء الغضب الشعبي المتزايد.

قررت حكومة الوفاق خضوع وزير الداخلية فتحي باشاغا للتحقيق وتوجيه إتهامات له بأنه المسؤول الأول عن الإنتهاكات التي تعرض لها المتظاهرين السلميين في طرابلس وهو ما رفضه «باشاغا»، وأكد أن ليس له علاقة بما حدث وإن كان سيكون هناك محاسبة فلن تكون له وحده، وأنه سوف يفضح كل المتآمرين، لكن أمام إصرار حكومة الوفاق على محاسبة باشاغا قررت ميليشيات مصراتة التدخل لتعلن عن رفضها لهذه القرارات والتأكيد على الإستعداد للدخول في أي مواجهات مهما كلفها الأمر للدفاع عن فتحي باشاغا، مما إستوجب من ميليشيات طرابلس الرد بأنها لن تسمح لميليشيات مصراتة بقلب الموازين لصالحهم.

بدأ الصراع بين ميليشيات مصراتة وطرابلس وكلا الطرفين يتوعد الآخر، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخلافات سوف تتسبب في قلب الطاولة على رأس حكومة الوفاق وتضيق الخناق أكثر مما هي عليه وبالتالي التأثير على تطلعات الديكتاتور العثماني في ليبيا، وكيف سيؤثر وقوف الأمم المتحدة مع الشعب على حكومة الوفاق وممثليها في المستقبل خاصة وأنها سبق ودعمتها في فترة سابقة!.

 

مسرحية هزلية

 

خبراء الشأن الليبي إعتبروا موقف الأمم المتحدة بأنه مسرحية والتظاهر الكاذب بأنها تدعم الشعب الليبي، وتجاهل التحقيقات في تهريب الثروات الليبية للخارج وفساد حكومة السراج، ونهب أموال المؤسسات العامة وتدهور مستوى الخدمات.

وقال السياسي الليبي رضوان الفيتوري، إن هذه ليست المرة الأولى التي تتظاهر بها الأمم المتحدة بدعم الشعب الليبي أمام حكومة فايز السراج فقد تظاهرت بذلك عدة مرات خلال فترات سابقة، مشيرا إلى أنه من المتوقع حدوث تغيرات جذرية، أولها هو الإنتخابات الأمريكية التي باتت على الأبواب.

وأضاف السياسي الليبي أنه يستوجب عدم الخداع بالتصريحات التي يدلي بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإستمرار، فالأمر في حقيقته بيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يريد إستغلال الملف الليبي لكي يتمكن من تحقيق قفزة نوعية تساعده على الفوز في الإنتخابات المقبلة، وقفزة ترامب كانت من خلال دفع أردوغان لزرع بذور الفتنة والصراع بين فتحي باشاغا وفايز السراج.

 

 

وأشار الفيتوري إلى أن الأزمة كانت مشتعلة منذ فترة بالفعل بين كلا من فتحي باشاغا وفايز السراج، لكن الرئيس الأمريكي أراد أن يشعلها أكثر مما هي عليها، مؤكدا أن ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية بشأن ليبيا هو ما سيتم فرضه على رجب طيب أردوغان لتنفيذه، كما أن الخلافات الحالية بين الميليشيات في مصراتة وطرابلس المحرك الفعلي لها أيضا هي الولايات المتحدة والمرحلة المقبلة ستكشف مفاجأت عديدة.

 

من جانبها إعتبرت الكاتبة الصحفية الليبية ومسؤولة الإعلام الخارجي للهيئة العليا لمجلس أعيان ومشايخ ليبيا علياء العبيدي أن وقوف الأمم المتحدة مع أبناء طرابلس ضد الحكومة ما هو إلا تظاهر ومسرحية سياسية، مشيرة إلى أن الخطوة التي يستلزم على الأمم المتحدة القيام بها هي سحب الإعتراف الدولي من حكومة فايز السراج، وبمجرد أن يتم ذلك سوف تنتهي الأزمة الليبية الحالية.

 

وأضافت العبيدي أن الأمم المتحدة هي السبب الرئيسي لتفاقم الأزمة الليبية وتظاهرها بدعم الشعب الليبي يدل على أنها تتمتع بالإزدواجية في المعايير، مؤكدة أن الحل الفعلي يكمن في يتولى الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر البلاد لفترة مؤقتة لحين عقد إنتخابات وهذا مطلب يؤيده نسبة كبيرة جدا من الشعب الليبي.

 

وتسائلت الكاتبة علياء المهدي طالما أن الأمم المتحدة تحاول أن تثبت دعمها للشعب الليبي ورفضها للإنتهاكات التي يتعرض لها على يد ميليشيات السراج، والفساد الذي يمارسه ممثلي حكومته فلماذا إذا لا تقم بإجراء فعلي وهو سحب الثقة من هذه الحكومة والتوقف عن الإعتراف الدولي لها، منوهة أنه يستوجب على الأمم المتحدة دعم الجيش الليبي والمساعدة على جعله يتولى زمام الأمور في ليبيا لحين عقد إنتخابات نزيهة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى