عادات و تقاليد

الكوفية.. رمز وسلاح المقاومة المادى

الملابس الفلسطينية تراث المقاومة الفلسطينىة في غزة

كتب / حاتم عبدالهادى السيد

لقد ارتبط التراث الفلسطينى بالمقاومة الشعبية ضد الإحتلال الإسرائيلى الغاشم لفلسطين المحتلة ؛ ولقد اشتهرت الكوفية كرمز للمواطن؛ أو الفلاح الفلسطينى فهو يرتديها كرمز للمقاومة؛ وهى عبارة عن لونين : الأسود والأبيض وهما رمزان عميقان للحياة والموت؛ السلام والعنف والقتل والموت الأسود كذلك ؛ وهى ترمز لنضال الشعب الفلسطينى؛ ولقد أشتهرت عالمياً وارتبطت بالمقاومة .

الفلاح الفلسطينى ولبس الكوفية : 

فلقد اعتاد الفلاح أن يضع الكوفية لتجفيف عرقه أثناء حراثة الأرض ولوقايته من حر الصيف وبرد الشتاء، ولقد ارتبط اسم الكوفية بالكفاح الوطني منذ ثورة 1936 في فلسطين، حيث تلثم الفلاحون الثوار بالكوفية لإخفاء ملامحهم أثناء مقاومة القوات البريطانية في فلسطين وذلك لتفادي اعتقالهم أو الوشاية بهم، ثم وضعها أبناء المدن وذلك بأمر من قيادات الثورة آنذاك وكان السبب أن الإنجليز بدءوا باعتقال كل من يضع الكوفية على رأسه ظنا منهم انه من الثوار فأصبحت مهمة الإنجليز صعبة باعتقال الثوار بعد أن وضعها كل شباب وشيوخ القرية والمدينة.

الكوفية وبريطانيا ومقاومة غزة :

كما كانت الكوفية رمز الكفاح ضد الانتداب البريطاني والمهاجرين اليهود وعصاباتهم واستمرت الكوفية رمز الثورة حتى يومنا هذا مرورا بكل محطات النضال الوطني الفلسطيني.مع انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي كانت الكوفية مقرونة بالفدائي كما سلاحه وكان أيضاً السبب الرئيسي لوضع الكوفية إخفاء ملامح الفدائي.

ومنذ ذلك الحين اقترنت الكوفية عند شعوب العالم باسم فلسطين ونضال شعبها، قوي هذا الاقتران أثناء الانتفاضة الأولى عام 1987 وصولا إلى الانتفاضة الثانية عام 2000. فحتى الآن ما يزال المناضلون يضعون الكوفية لذات الأسباب وذات الأهداف التحررية التي وضعها من أجلها الثوار عام 1936.

الكوفية عبر التاريخ الفلسطينى للنضال الوطنى :

لقد ارتبط ارتداء الكوفية الفلسطينية بالمقاومة ضد المحتل الإسرائبلى الغاشم منذ ان جاء المحتل إلى أرض فلسطين ولقد تحول ارتداء الكوفية من محض غطاء للرأس منتشر في المناطق الريفية والبدوية في المشرق العربي إلى رمز للمقاومة السياسية أثناء ثورة فلسطين (1936- 1939) التي لعب فيها الريف الفلسطيني دورا مهما، فقرر زعماء الثورة الفلسطينية لأسباب رمزية سياسية وتكتكية عملانية توحيد لباس الرأس عند الفلسطينيين فنادوا بلبس الكوفية والعقال لرجال فلسطين حتى يتعذر على سلطات الانتداب تمييز الثوار واعتقالهم. وفي هذة المرحلة استغني بشكل واسع عن العمامة والطربوش.

كان اللون التقليدي هو اللون الأحادي، الأبيض أو الأسود في الغالب في بلاد المشرق العربي، ولاحقا انتشرت الكوفيات ذات التصاميم المطرزة آليا، و أشهرها المرقطة بالونين الأسود والأحمر على خلفية بيضاء، من إنتاج شركة في مانشيستر لمالك من أصل سوري، والتي صممت واعتمد الأحمر منها لزيّ الفيلق العربي في شرق الأردن، أو “السلك” التي تحولت في وقت لاحق إلى رمز وطني فلسطيني مع بروز حركة المقاومة الفلسطينية الحديثة في الستينيات.

 

الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات والكوفية :

وحرص الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات على الظهور بها. أصبحت الكوفية مع الوقت جزءا من الذاكرة البصرية المرتبطة بنضال الشعب الفلسطيني حيث ارتداها الفدائيون والمتظاهرون داخل فلسطين وخارجها، وانتشرت في ملصقات التضامن مع الشعب الفلسطيني التي قد تكون صورة المناضلة الفلسطينية ليلى خالد أشهرها، إذ انتشرت في الصحافة العالمية بعد عمليتي اختطاف الطائرتين وتظهر فيها ليلى خالد متوشحة بالكوفية وتحمل بندقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى