تعرف على مظاهر الاحتفال بعيد الفطر من العراق إلى المغرب
أميرة جادو
يستقبل المسلمون في مختلف أنحاء العالم عيد الفطر بعد شهر من الصيام والعبادة، حيث تمتزج الأجواء الروحانية بفرحة اللقاء العائلي في مناسبة سنوية تتجدد كل عام، ورغم أن مظاهر الاحتفال تتشابه في جوهرها، إلا أن لكل بلد خصوصيته التي تظهر في أطباقه التقليدية، وعاداته الاجتماعية، وأسلوب تبادل التهاني.
عادات الاحتفال بعيد الفطر
فيما يلي بعض العادات والتقاليد المتبعة في الدول العربية خلال عيد الفطر، مبينًا كيف يضفي التنوع الثقافي طابعًا مميزًا على المناسبة التي توحد المسلمين بفرحتها، رغم اختلاف تفاصيل الاحتفالات من بلد إلى آخر.
إفطار بـ«الكاهي والقيمر» وزيارة بيت العائلة في العراق
يحافظ العراقيون على تقاليد راسخة خلال عيد الفطر، تبدأ بتناول وجبة الإفطار المكونة من “الكاهي والقيمر”، وهو طبق شعبي يتألف من فطائر هشة تقدم مع القشطة العراقية الغنية، ويحرص أفراد العائلة على جعل بيت الأهل أو الوالدين محطتهم الأولى، حيث يتبادلون التهاني ويتناولون “الكليجة”، وهي حلوى تقليدية تتنوع حشواتها بين التمر والمكسرات.
كما يعد الغداء العائلي جزءًا لا يتجزأ من الاحتفال، وغالبًا ما يتضمن “الدولمة”، الطبق الشهير في المطبخ العراقي، أما الأطفال، فيحظون بنصيبهم من العيدية ويستمتعون برحلات ترفيهية إلى مدن الألعاب بعد انتهاء الزيارات العائلية.
«عيدية» ووليمة المنسف في الأردن
تعد “العيدية” من أبرز تقاليد عيد الفطر في الأردن، حيث تمنح للأطفال والنساء كرمز للمودة والفرح، وبعد أداء صلاة العيد، يتجمع أفراد العائلة في منزل الأكبر سنًا، حيث تقدم أطباق الحلويات التقليدية، وأهمها “المعمول” المحشو بالتمر أو المكسرات، إلى جانب القهوة العربية، أما الغداء، فيتميز بتقديم “المنسف”، الطبق الوطني الأردني، الذي يجمع العائلة حول مائدة العيد، ليضفي جوًا من الألفة والمودة.
حلويات تقليدية وأزياء تراثية في المغرب
يعرف عيد الفطر المبارك بـ”العيد الصغير”، يحتفل الناس بارتداء الملابس التقليدية مثل “الجلابة” و”الجبادور”، في مظهر يعكس ارتباطهم بتراثهم، كما تتميز المائدة المغربية خلال العيد بتقديم أصناف من الحلويات الشهيرة، مثل “كعب الغزال”، و”المحنشة”، و”الغريبة”، التي تقدم عادة مع الشاي المغربي بالنعناع.
أما وجبة غداء العيد، فتشمل أطباقًا مميزة مثل “البسطيلة”، و”الطاجين بالبرقوق”، و”الدجاج المحمر”، فيما يحتفظ “الكسكس” بمكانته كوجبة رئيسية، خاصة إذا وافق العيد يوم الجمعة، حيث يجتمع أفراد الأسرة حوله في تقليد متوارث.
ورغم تعدد التقاليد والعادات بين الدول، يظل عيد الفطر مناسبة تجمع المسلمين في فرحة مشتركة، حيث تتجسد معاني التواصل والتآخي بين الأهل والأصدقاء، ليبقى العيد عيدًا واحدًا بنكهاته المختلفة التي تعكس ثراء الثقافات الإسلامية.
