تاريخ ومزارات

جامع الظاهر بيبرس.. ثاني أكبر مساجد مصر وتاريخه مليء بالمآسي والصعاب

أسماء صبحي 

جامع الظاهر بيبرس هو ثانى أكبر مساجد مصر بعد مسجد أحمد بن طولون. وقد أنشأه السلطان الظاهر بيبرس البندقداري، المؤسس الحقيقي لدولة المماليك البحرية على مساحة ثلاثة أفدنة تقريبا. ويقع فى منطقة الظاهر بالقاهرة، وقد شرع في البناء في 15 جمادي الثانية 665هـ/ 13 مارس 1267م. وكَملت عمارته وافتتح في شوال 667هـ/ يونيه 1269م.

بناء جامع الظاهر بيبرس

ويذكر المؤرخ المقريزي، أنه عندما عزم الظاهر بيبرس على بناء الجامع شكَّل لجنة مكونة من الأتابك فارس الدين أقطاي. والصاحب فخر الدين بن محمد ومعهما جماعة من المهندسين بالتوجه لحي الحسينية لاختيار موقع للجامع. ولكن السلطان رفض هذا الموقع وحدد موقعًا آخر للجامع أكثر قبولاً إلى نفسه. وذلك في الميدان الذي دأب على أن يلعب فيه الكرة (الصولجان) والذي انتشرت العمارة حوله ويعرف حاليًا بحي الظاهر.

أتاح الموقع المساحة اللازمة لبناء مسجد بمساحة كبيرة تخدم ساكني هذا الحي من أحياء القاهرة. إذ يبلغ مسطح الجامع حوالي ثلاثة أفدنة طوله حوالي 268م وعرضه 105م. وتم تخطيط الجامع وفق تخطيط طراز المساجد التقليدية على غرار مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم)،

ويتكون الجامع من صحن أوسط مكشوف يحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة. أما واجهات الجامع فهي مبنية بالحجر المشهر، وهي التي تستخدم فيها الأحجار ذات اللونين الأحمر والأصفر أو الأبيض. ويتوسط جدار القبلة المحراب يتقدمه مقصورة مربعة كان يتوجها قبة.

مآسي وصعاب

وقد تعرض الجامع للمآسي عبر فترات من تاريخه بداية من العصر العثماني. حيث تعطلت إقامة الشعائر به وتحول إلى مخزن للمهمات الحربية. ومنذ قدوم الحملة الفرنسية تم تحويله إلى ثكنة عسكرية خلال الاحتلال الفرنسي لمصر فحصنوه بالمدافع وهدموا مئذنته.

وفي عام 1227هـ/ 1812م نقل الشيخ الشرقاوي أحجارًا وأعمدة من جامع الظاهر واستعمله في بناء رواق الشراقوة بالأزهر. وفي عصر محمد علي تحديدًا 1816 تحول الجامع ليكون معسكرًا لطائفة من الجند. ثم حوله لمصنع لصناعة الصابون ثم أُقيم به فرن لخبز جراية العسكر.

وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي أُزيل الفرن ونظْف الموقع. ولما جاء الاحتلال الإنجليزي لمصر سنة 1882م استعمله الجيش الإنجليزي مخبزًا ثم مذبحًا ذلك حتى عام 1915م.

في الفترة من من (1890م/ 1940م ) وجهت لجنة حفظ الآثار العربية اهتمامها بالجامع وإنقاذه من هذا التدهور. والاهتمام بالجامع واعتمادها مشروعًا لإعادة بناء الواجهة الغربي بما في ذلك المئذنة. وتمكنت من ترميم الجزء الواقع عند المحراب وإعداده للصلاة، وهو المقام فيه الشعائر حاليًا. أما ساحة الجامع من الداخل فقد تمت إقامة حديقة به يرتادها أهالي الحي.

وأعد المجلس الاعلى للآثار مشروعًا لترميم الجامع بالتعاون مع دولة كازاخستان. والتي تقوم بتمويل المشروع على اعتبار أن الملك الظاهر بيبرس موطنه الأصلي يرجع لهذه الجمهورية الإسلامية. وتم تنفيذه على مراحل لاستكمال هذا المسجد طبقًا للأصول الأثرية والتاريخية
لإعادة المسجد لبهائه القديم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى