حوارات و تقارير

لمحاربة الفلول..مشروع للقضاء على بقايا التنظيمات الإرهابية في سيناء بالفكر

دعاء رحيل – أسماء صبحي

 

التنظيمات الإرهابية في سيناء انتهت منذ أن أعلنت القيادة العسكرية انتهاء العملية الشاملة «سيناء 2018»، فقد نجحت تلك العملية في دكِّ أوكار الإرهابيين في الجبال، وقضت على الغالبية العظمى منهم، وكبدتهم خسائر جسيمة في الأرواح والسلاح، وجففت منابع التمويل لهم، ودمرت الأنفاق السرية التي كانوا يتنقلون من خلالها للقاء قادتهم، وتسريب الدعم لهم، ونقل السلاح إليهم، ولكن لابد من مواجهة هذه التنظيمات بالفكر، فهم زرعوا أفكارهم الشيطانية في عقول المغيبين من الشباب، ولابد من إعادة تأهيل هؤلاء المغيبين فكريًا ليعودوا إلى رشدهم، ولن يتم ذلك إلا بمواجهة الفكر بالفكر.. التقت «صوت القبائل العربية والعائلات المصرية» بخبراء متخصصين في ذلك الشأن فماذا قالوا؟

انهيار التنظيمات

بداية أكدت مصادر سيناوية، أن العملية الشاملة «سيناء 2018»، كبَّدت التنظيمات الإرهابية خسائر فادحة في الأفراد والعتاد، فقد خسرت هذه التنظيمات حينها عددًا كبيرًا من أسلحتها وقدرتها العسكرية وقياداتها وعناصرها الفاعلين، هذا بالإضافة إلى تجفيف منابع التمويل، وتقييد حركة السلاح نهائيًّا، لافتا إلى أن هذه التنظيمات تعيش حاليًا حالة من الانهيار التام، وعدد المتطرفين ضئيل جدًا جدًا، يتنقلون من حين إلى آخر بين الحدود المصرية الإسرائيلية، ويتلقون دعمًا مباشرًا من تيار «السلفية الجهادية» في قطاع غزة.

 

مُحاربة الفكر بالفكر

وفي السياق ذاته؛ أكد الخبير الأمني اللواء فؤاد علام، أن تنظيم داعش الإرهابي لم يعد له تواجد على أرض الواقع، بعد قيام القوات المسلحة بتكبيده خسائر فادحة خلال العملية الشاملة «سيناء 2018»، وتجفيف كل منابع التمويل الخاصة به، مشيرًا إلى أنه يُحاول استغلال الظروف والأوضاع الحالية، خاصةً في ظل انشغال الدولة والمؤسسات الأمنية بمواجهة ومكافحة فيروس كورونا، متوهما أن انشغال المؤسسات الأمنية بمكافحة فيروس كورونا ستمكنه من تحقيق أهدافه الخبيثة، إلا أن هناك سيطرة قوية للدولة وبشكل حقيقي على الوضع والمشهد داخل سيناء، من خلال تجفيف منابع الإرهاب وإعاقة دخول هذه العناصر.

وأضاف علام، أنه لا يُمكن القول بأن التنظيم الإرهابي انتهى نهائيًّا، لأن التنظيم يتحول إلى فكرة وإذا تفتت التنظيم فالفكرة باقية، لذلك يجب العمل على مواجهة الفكرة بالفكرة، مشيرًا إلى أننا أصبحنا في حاجة إلى مشروع فكريٍّ يناهض الأفكار المتطرفة، ويناهض فكر تنظيم القاعدة وداعش، والأفكار التي تولدت من رحم الجماعة المحظورة الذين أسسوا الفكر المتطرف.

وأشار الخبير الأمني إلى أننا في حاجة ضرورية إلى مناهضة الفكر المتطرف؛ لأننا سنكون أمام مشروعات متطرفة وإرهابية جديدة سيتم تنفيذها في الشرق الأوسط، وسيتم توظيفها واستغلالها للسيطرة على هذه المنطقة وتقسيمها وفقًا لأهواء بعض الدول الاستعمارية، موضحًا أن «داعش» ــ إذا كُتب له البقاء ــ سيكون أمامه مساحة سيحاول استغلالها خلال المرحلة القادمة، خاصةً وأنه وفق التقييمات الحالية فإن التنظيم ما زال موجودا، وله جنود في سوريا والعراق وليبيا وداخل أفريقيا.

سيناء وتحرير القدس

ومن جهته قال محمد البلقاسي، مدير مرصد «ضد التطرف»، المتخصص في شئون الجماعات الإرهابية والتكفيرية:

تسعى كل جماعات العنف إلى التمركز في منطقة ما من الدولة، ثم العمل على الانتشار في باقي الدولة، بعد اقتطاع هذا الجزء منها، هذا ما قامت به داعش في الموصل بالعراق، وما تقوم به الجماعات المتطرفة في سيناء منذ أعوام عدة، ولعل من أشهر الأحداث الإرهابية هناك تفجير شرم الشيخ في 23 يوليو 2015؛ حيث راح ضحيته 88 شخصا، وما يقارب الـ 200 مصاب، واستمر الإرهاب حتى وصلنا إلى داعش، وتعد سيناء أحد ثلاثة أماكن تسعى داعش للتمركز فيها في مصر، وهي سيناء والمنطقة الغربية، والصعيد، وتم بالفعل اكتشاف مخابئ وأماكن تمركز صغيرة في هذه الأماكن، وتم تدميرها بفضل اليقظة الأمنية.

ويخدع أعضاء التنظيم الأفراد المغيبين بأن سيناء هي نقطة الانطلاق لتحرير بيت المقدس، فتقول أم أسامة الدمشقية، المشهورة بأحلام النصر، وهي إحدى كتاب التنظيم الإرهابي في رسالة حملت عنوان «ولاية سيناء بوابة تحرير الأقصى»: «آساد التوحيد في سيناء يجندلون الطغاة ويهددون اليهود، وأنتم بوابة تحرير القدس السليب»، هكذا يخدعون أتباعهم.

وأشار البلقاسي إلى أن أمر انحسار داعش ما زال بعيدا على الرغم من جهود الدول لمقاومته؛ وذلك لعدة أسباب أهمها عدم محاربة الفكر الذي تسبب في ظهور داعش، لذلك لابد من محاربة الفكر الداعشي بالتزامن مع العمليات العسكرية حتى يتم اقتلاع داعش من جذورها.

ومن كل ذلك يتضح انه على الدولة أن تتبنى مشروع فكرى ضخم وحقيقي قائم على تجديد الخطاب الثقافي بشتى جوانبه ، ليكون حائط صد لأى فكر متطرف تتخذه الجماعات الإرهابية وسيلة للسيطرة على عقول العديد من الشباب الذين يعانون من الفراغ الفكري ، ولابد أن يكون شعار المرحلة القادمة ” محاربة الفكر بالفكر “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى