تاريخ ومزارات

معبد إيزيس في بهبيت الحجارة: كنز أثري مخفي في قلب الغربية

أسماء صبحي – في قلب محافظة الغربية وتحديدًا في مركز سمنود، تقع قرية بهبيت الحجارة التي تحتضن واحدًا من أهم المواقع الأثرية المصرية القديمة معبد إيزيس. ورغم أن هذا الموقع قد لا يحظى بالشهرة الواسعة التي تحظى بها المواقع الأثرية الكبرى مثل الأهرامات أو معابد الأقصر. إلا أنه يعتبر شاهدًا حيًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة ودورها الروحي في الدلتا.

تاريخ بناء معبد إيزيس

يرجع تاريخ بناء المعبد إلى العصر الفرعوني المتأخر، وتحديدًا إلى الأسرة الثلاثين في عهد الملك نختنبو الأول (380-362 ق.م). وبني المعبد باستخدام كتل ضخمة من الجرانيت الوردي، التي جلبت من أسوان، مما يدل على الأهمية الكبيرة التي أُوليَت لهذا الموقع.

وتشير النقوش الموجودة على الأحجار إلى أن المعبد كان مكرسًا لعبادة الإلهة إيزيس. التي كانت رمزًا للأمومة والخصوبة والحماية في الديانة المصرية القديمة.

وعلى الرغم من أن المعبد تعرض للانهيار بمرور الزمن، إلا أن بقاياه تكشف عن تصميم معماري متقن. كما يضم المعبد عدة صالات وجدران مزينة بنقوش بارزة تصور طقوس العبادة. بالإضافة إلى مشاهد للإلهة إيزيس وهي تحمي فرعون مصر، في تجسيد واضح لارتباط الحكم بالديانة.

الدور الديني للمعبد

كان المعبد في بهبيت الحجارة مركزًا دينيًا هامًا، حيث كان يجتذب الحجاج من مختلف أنحاء البلاد لتقديم القرابين وطلب البركة من الإلهة إيزيس. كما كانت تقام فيه الاحتفالات الدينية والتي تضمنت طقوسًا معقدة شملت الموسيقى والرقص وتقديم العطور.

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة نيفين حمدي، الباحثة في الآثار المصرية القديمة، إن معبد إيزيس في بهبيت الحجارة يعد من أهم المعابد المصرية في الدلتا. حيث يوفر نافذة فريدة لفهم العبادات اليومية والاحتفالات الدينية في العصور المتأخرة.

وتعرض المعبد لعوامل طبيعية وإنسانية أدت إلى تدميره جزئيًا. مثل الزلازل واستخدام أحجاره في العصور اللاحقة في بناء منشآت أخرى. ومع ذلك، تبذل وزارة السياحة والآثار المصرية جهودًا حثيثة للحفاظ على ما تبقى من الموقع. حيث أجريت أعمال تنظيف وترميم للأحجار، مع خطط لإنشاء مركز زوار لتعريف الناس بتاريخ المكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى