قطع الطريق على المسافرين.. تعرف على أغرب عادات رمضان في السودان

يحظى شهر رمضان بمكانة مميزة لدى السودانيين، حيث يحرصون على إحيائه بطقوس خاصة تعكس أصالة التراث المحلي، فتزدان موائدهم الرمضانية بأطعمة ومشروبات تقليدية تحمل بصمة سودانية خالصة، شأنهم في ذلك شأن بقية الشعوب الإسلامية.
إكرام المسافرين عادة فريدة
إلا أن هناك عادة سودانية متفردة قد تبدو غريبة في نظر غيرهم، وهي اعتراض الطريق أمام المسافرين، وهذه العادة المتأصلة تمارس في مختلف أنحاء البلاد، حتى أصبحت جزءًا من الموروث الثقافي السوداني، حيث ينهض الصائمون قبيل أذان المغرب لقطع الطريق أمام السيارات والمارة، ليس بغرض السلب أو التعطيل، بل بدافع الكرم والإصرار على دعوة العابرين لمشاركتهم وجبة الإفطار.
تزاحم وإصرار على الضيافة
مع اقتراب لحظة الغروب، يحتشد سكان المناطق القريبة من الطرق القومية الرابطة بين الخرطوم وبقية مدن السودان، متسابقين نحو الشارع لإيقاف السيارات وإقناع المسافرين بالنزول للإفطار معهم. تتعدد أساليبهم في ذلك، فمنهم من يمد عمامته طويلاً، ومنهم من يلوّح بيديه، وآخرون يتقدمون بشجاعة، غير مبالين بحركة المركبات، في مشهد يعكس حفاوة استقبال الضيف وإكرامه.
كمائن الضيافة الرمضانية
أما في المناطق المطلة على الطرق القومية، سواء في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب، فسرعان ما يتوجه الأهالي بصحبة أطفالهم حاملين وجبات الإفطار، ويفترشون جنبات الطريق انتظارًا للعابرين، حيث يجد المسافر نفسه محاصرًا بكرم لا فكاك منه، فحتى إن تمكن من تجاوز مجموعة، سرعان ما يقع في ضيافة أخرى، حيث تتوالى “كمائن” الكرم السوداني، لينتهي به المطاف مشاركًا إحدى العائلات وجبتها الرمضانية، وسط فرحة الأهالي الذين يعتبرون نجاحهم في إكرام الضيف مصدر فخر وسعادة.
عادة تقاوم الزمن
و أكد “الوليد بكري”، أن هذه العادة ضاربة في القدم، وتشمل مختلف أنحاء السودان، حيث تناقلتها الأجيال عبر الزمن، لتبقى واحدة من أبرز تقاليد رمضان في البلاد، وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية وتقلبات الأوضاع السياسية، لا تزال هذه العادة صامدة، تعكس أصالة المجتمع السوداني وتمسكه بقيم الضيافة والكرم، مهما قست الظروف.