عائلة الشامي: إرث عريق في الاقتصاد والسياسة بمحافظة الغربية

أسماء صبحي
في محافظة الغربية، التي تعرف بتاريخها العريق ومكانتها الزراعية والصناعية. تبرز أسماء عائلات كان لها أثر كبير في تشكيل ملامح الحياة الاجتماعية والاقتصادية. ومن بين هذه العائلات، تأتي عائلة الشامي كواحدة من العائلات التي تركت بصمة واضحة في مجالات الاقتصاد، والسياسة، والعمل الخيري. كما تمتد جذور العائلة لعدة قرون، وارتبط اسمها بمشروعات تنموية، وشخصيات لعبت أدوارًا مؤثرة في المجتمع المصري.
أصل عائلة الشامي
تنتمي العائلة إلى قرى محافظة الغربية، حيث بدأت نشاطها بالزراعة وتجارة القطن في القرن التاسع عشر. ومع الوقت، توسعت أنشطة العائلة، لتصبح واحدة من أكبر العائلات المالكة للأراضي الزراعية. كما ساعدت هذه البداية القوية في بناء قاعدة اقتصادية متينة، مهدت الطريق لدخول العائلة في مجالات صناعية وتجارية مختلفة.
ومع ازدهار صناعة الغزل والنسيج في مصر، قررت عائلة الشامي الاستثمار في هذا المجال الحيوي. أنشأت العائلة مصانع كبيرة في مدينة المحلة الكبرى وطنطا، ما ساهم في تشغيل آلاف العمال. وساعد في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في المحافظة.
وتقول الدكتورة ليلى عبد الحميد، أستاذة الاقتصاد بجامعة طنطا، إن عائلة الشامي كان لها دور محوري في تعزيز مكانة الغربية كمركز صناعي. كما أن مصانعهم لم تكن مجرد مشروعات اقتصادية، بل كانت ركيزة أساسية في دعم اقتصاد المحافظة، وتوفير فرص العمل.
ولم تكتفي العائلة بإدارة المصانع، بل ساهمت أيضًا في تطوير الصناعة من خلال إدخال آلات حديثة، وتحسين جودة الإنتاج. ما جعل منتجاتهم تنافس في الأسواق المحلية والعالمية.
العمل السياسي
لم تكن العائلة بعيدة عن العمل السياسي، فقد برز منها شخصيات شغلت مناصب سياسية مهمة. كما كان محمود الشامي من أبرز الأسماء التي لمعت في الحياة البرلمانية، حيث مثل دائرة المحلة الكبرى لعدة دورات. وساهم في تمرير قوانين تدعم حقوق العمال، وتحفز الاستثمار في المحافظة.
وتقول الصحفية منى عبد اللطيف، المتخصصة في الشأن البرلماني، إن محمود الشامي مان صوتًا قويًا داخل البرلمان، دائم الدفاع عن مصالح أبناء الغربية. خاصةً فيما يتعلق بتحسين البنية التحتية، ودعم الصناعة الوطنية.
إلى جانب نجاحاتهم الاقتصادية والسياسية، اشتهرت عائلة الشامي بكرمها الكبير، ودعمها للمجتمع المحلي. كما قدمت العائلة تبرعات سخية لإنشاء مدارس ومستشفيات في قرى الغربية، ومولت مشاريع لتوفير المياه النقية، وبناء مراكز للشباب.
اهتمت العائلة أيضًا بدعم الثقافة والتعليم، حيث ساهمت في إنشاء مكتبات عامة في طنطا والمحلة الكبرى وشجعت على تنظيم ندوات ثقافية، لدعم المواهب الشابة. كما كانت العائلة تؤمن بأن التنمية الحقيقية تبدأ من الوعي والتعليم. لذا حرصت على توفير منح دراسية للطلاب المتفوقين، خاصة من الأسر البسيطة.