المزيدكتابنا
أخر الأخبار

عادل رستم يكتب: الإنسان والبصمة

عادل رستم يكتب: الإنسان والبصمة
بصمات الأصابع هي أنماط فريدة من نوعها، تتكون من نتوءات (مرتفعة) وخطوط (متراجعة) تظهر على باطن الأصابع والإبهام. كما أن بصمات راحة اليد وأصابع القدمين والقدمين فريدة من نوعها أيضًا.

الإنسان يمكن أن يترك بصمته الإيجابية أو السلبية. ولكي يصبح إيجابيًا، عليه أن يتحلى بصفات وسمات تتميز وتتفرد عمن حوله، وأن لا يكرر الآخرين، وأن يتعلم من المهارات ما تعينه على ذلك.

كثير منا يعيش حياته عاديًا، يأكل ويشرب ويعمل دون أن يترك أثرًا أو أن تشير إليه الناس. صاحب البصمة يبدو مبدعًا ومعروفًا بين الناس، يصح أن يكون نموذجًا أو قدوة قد يكون عالماً أو فنانًا أو مخترعًا أو صاحب خلق قويم، خدومًا بين أهله ومعطاءً، يحسن الخطاب ويمشي بين الناس بالخير، سمعته طيبة وقدره معروف، يتقرب إليه العامة ويحاولون التودد إليه، متواضعًا متسامحًا، تأنس إليه لو تحدثت معه.

الإنسان والبصمة

على الجهة الأخرى من النهر، هناك أيضًا صاحب بصمة سلبية، وهم أيضًا كثيرون. تجدهم متميزين ومعروفين أيضًا، بل وشهرتهم كبيرة. منهم المجرمون وأصحاب السمعة السيئة، حتى المخترعون ممن تسببت اختراعاتهم في تدمير البشر، هم أيضًا أصحاب مهارات، ولكنهم ليسوا قدوات، منفرين يبتعد عنهم الناس ويتحدون عنهم بسوء، يتجنبونهم، وربما يصبحون نموذجًا لبعض الناس، مرضى القلوب، أهدافهم شريرة وانانية، يسعون في الأرض خرابًا.

الاعجاز العلمي للقرآن الكريم الذي يؤكد ما قلناه في قوله تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}. هو أن البنان تحتوي على البصمات، والتي في الغاية من الدقة، حيث لا يتشابه اثنان في خريطة البصمات. فأقسم الله تعالى بالقيامة أنه قادر على أن يرد هذه البنان يوم القيامة كما كانت وبنفس الخريطة والدقة. وذلك في معرض الرد على المشركين.

ويجدر الإشارة بأنه يسود اعتقاد واسع في مجال الطب الشرعي بأن بصمات الأصابع لشخصٍ ما تعد فريدةً من نوعها. وبالتالي لا يمكن مطابقتها. لكن فريقًا بحثيًا من كلية الهندسة بجامعة كولومبيا الأمريكية، توصل إلى اكتشاف يتحدَّ هذا الاعتقاد، مؤكدًا أن طريقة المقارنة بين بصمات الأصابع كانت تجرَ على نحو خطأ. مما يؤكد وجود تشابه.

ونختتم، صديقي كن صاحب بصمة، واترك أثرًا طيبًا، تفوز بالدارين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى