عائلة المنشاوي: إرث تاريخي وحضاري في قلب محافظة الغربية

أسماء صبحي
في مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية، تعد عائلة المنشاوي واحدة من العائلات التي تركت بصمة واضحة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية. وتعود أصول العائلة إلى أحمد آغا المنشاوي الذي كان من الشخصيات البارزة خلال عهد محمد علي باشا. كما ساهم في نهضة المدينة بمشروعاته الخيرية والتنموية.
ومنذ ذلك الحين، ظلت العائلة تقدم للمجتمع إسهامات كبيرة في مختلف المجالات. مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الغربية الحديث.
نشأة عائلة المنشاوي
تعود أصول العائلة إلى مدينة المنصورة، لكن أفرادها انتقلوا إلى طنطا واستقروا فيها، لتتحول المدينة إلى مركز نشاطهم الاقتصادي والاجتماعي. وبرز أحمد آغا المنشاوي في عصر محمد علي كواحد من كبار ملاك الأراضي. واستثمر ثروته في خدمة المجتمع ما أكسب العائلة مكانة مرموقة بين أهالي الغربية.
ومن أبرز إسهامات العائلة في مجال الصحة، إنشاء مستشفى المنشاوي العام بطنطا، الذي يعد اليوم واحدًا من أهم المستشفيات الحكومية في المحافظة. كما ساهمت العائلة في تأسيس المستشفى من خلال التبرعات. وحرصت على توفير التجهيزات الطبية الحديثة في ذلك الوقت، ليكون المستشفى ملاذًا لعلاج الفقراء والمحتاجين.
ويقول الدكتور محمد عبد الغني، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة طنطا، إن عائلة المنشاوي كانت سباقة في العمل الخيري. ومستشفى المنشاوي هو دليل واضح على حرص العائلة على خدمة المجتمع، فقد ساعد آلاف المرضى على مر العقود، وما زال يؤدي دوره حتى اليوم.
مسجد المنشاوي
لم تقتصر جهود العائلة على المجال الصحي فقط، بل امتدت إلى الجانب الروحي أيضًا. وأنشأت العائلة مسجد المنشاوي في طنطا، الذي يعد من أقدم المساجد في المدينة. وبجانب دوره كدار عبادة، كان المسجد مركزًا لنشر العلم، حيث أُقيمت فيه حلقات تعليم القرآن والفقه. كما كان ملتقى للأهالي لمناقشة قضايا المجتمع.
كواحدة من أكبر العائلات المالكة للأراضي الزراعية، ساهمت عائلة المنشاوي في تطوير القطاع الزراعي بالغربية. كما قامت العائلة باستصلاح مساحات واسعة من الأراضي، واستخدمت أساليب ري حديثة في ذلك الوقت. مما أدى إلى زيادة إنتاج المحاصيل الاستراتيجية مثل القطن والقمح.
وهذا الدور لم يكن مجرد نشاط اقتصادي، بل ساهم في خلق فرص عمل للكثير من الفلاحين. مما ساعد في تحسين الأوضاع المعيشية لعدد كبير من الأسر في القرى المحيطة بطنطا.
أعلام العائلة
خرج من العائلة العديد من الشخصيات التي أثرت في مختلف المجالات، من بينهم:
- أحمد باشا المنشاوي: رجل أعمال بارز، ساهم في تنمية المشروعات التجارية بطنطا. وكان من الشخصيات المؤثرة في الحركة الاقتصادية بالدلتا.
- الشيخ محمد المنشاوي: قارئ القرآن الشهير، الذي ذاع صيته في العالم العربي بصوته العذب. كما كان له دور في نشر الثقافة القرآنية.