
عادل رستم يكتب: موسيقى الأمواج
البحر هو مساحة شاسعة من المياه التي تمتد إلى الأفق، حيث يلتقي السماء والماء في نقطة لا نهاية لها. وفي وقت الغروب، يتحول لونه الأزرق إلى الذهبي وقت انكسار الشمس، وكأنها تحنو على الأمواج وتستكين في أحضان البحر.
البحر هو مصدر للجمال والقوة، نراه تارة هادئًا ومهدئًا وتارة أخرى عنيفًا وغاضبًا. “البحر هو عالم ممتلئ بالغموض والرومانسية، حيث يمكن أن نجد الأسماك الملونة والمرجان والكائنات البحرية الأخرى.
في تشابك يصعب وصفه، البحر هو مصدر للإلهام للفنانين والكتاب والموسيقيين وغيرهم، حيث يمكن أن يلهمهم على إنشاء أعمال فنية وأدبية وموسيقية رائعة.
البحر هو الحياة، بكل ما فيها من سكون وثورة، من صمت وضجيج، وبين ارتفاع وانحسار، وبين غدر وحماية. لا يمكن أن نوصفه بالكلمات، ولكن يمكننا أن نشعر به في كل ركن من حياتنا.
البحر هو كتاب مفتوح نجد فيه القصص والروايات أو الأساطير وغيرها من الأشياء المثيرة. وفي أعماقه كل الأسرار.
البحر، يا صديقي، لوحة فنية لا نهاية لها، نجد فيها الألوان والأنماط والشكل والجمال.
في مدينتي الصغيرة (العريش) الساكنة والمطلة على ساحل المتوسط، مدينة بِكر وكأنها خلقت من نسيج الطبيعة على رمالها تسكن الأشياء وتحت نخيلها تروى الحكايات وفي أفقها تبدو النجوم كمصابيح متلألئة.. تنير ظلمة الليل.
أن جلست يومًا على الشاطئ، لا تصحب موبايلك ولا تنشغل بمن حولك، فقط استمتع وبكل حواسك بمحيطك البهي، ارهف أذنيك من أجل موسيقى الأمواج.. أو اسرح بخيالك وكأن هناك مذياع بجوارك.
تذكر هذه الكلمات وهي جزء من أغنية (فاكر لما كنت جنبي) لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، شدَت بها في عام 1939 من كلمات شاعر الشباب أحمد رامي، وألحان الموسيقار رياض السنباطي:
الموجه تجري ورا الموجه…
كلمات تجعلنا نظن أن الأمواج
كطفلان يلهوان ويلعبان.
صديقي، في وسط عالم مضطرب، لنا أن نعود إلى الجمال في داخلنا، كاستراحة محارب.. لا تقرأ كلماتي فقط بعينيك، بل مررها بخيالك، فكم نحتاج اليوم إلى الخيال لنبتعد قليلا عن الواقع.