مدينة القيروان.. قاعدة الفتوحات الإسلامية في المغرب
أسماء صبحي
فكر عقبة بن نافع في بناء مدينة القيروان لكى تكون قاعدة أمامية للفتوح العربية في المغرب. وحتى تكون مركزاً لنشر العروبة الإسلامية وذلك وفقاً للسياسة التي ابتدأها العرب في المشرق عندما أنشأوا الكوفة والبصرة في العراق ثم الفسطاط في مصر.
كان عقبة بن نافع قد لاحظ أن أهل إفريقيا يلتزمون الهدوء والسكينة طالما بقي العرب في بلادهم. وربما أعتنق بعضهم الإسلام، فإذا ما انصرفوا عاودوا الخروج على العرب وإعلان راية العصيان وارتد من دخل منهم الإسلام. كما كانت برقة هي مركز المسلمين وقاعدة الفتح حتى هذا الوقت حيث أنها كانت بعيدة عن أفريقيا. وهو ما شجع أهلها على العصيان والتمرد لذا فكر عقبة في بناء قاعدة عربية إسلامية فى إفريقيا.
اختيار مكان مدينة القيروان
تم اختيار المدينة على أن تكون بعيدة عن الساحل خشية الأسطول البيزنطي. وكذلك غير متوغلة في الداخل خشية البربر. ثم اختير الموقع قريباً من السبخة حيث يمكن أن ترعى الإبل فى أمان. كما أن مكانها كانت منطقة غير مأهولة بالسكان تسكنها الحشرات والحيوانات.
تخطيط المدينة
عقب الانتهاء من تطهيرها شرع في البداية فى إنشاء المسجد وحوله دار الإمارة. ثم ما كاد عقبة يفرغ من بناء المسجد الجامع حتي بدأ الناس في تشييد دورهم ومساكنهم. فعمرت القيروان بالعديد من الأبنية والمنشآت وشد الناس الرحيل إليها من كل حدب وصوب. فاتسعت أسواقها ومرافقها وأكتملت عمارتها وذلك سنه 55 هـ.
أهمية بناء مدينة القيروان
كانت نواة أفريقية إسلامية، ودخلت أعداد كبيرة من البربر الإسلام عقب بناء القيروان. كما اتسعت خطة المسلمين وقوى جنان من هناك من الجنود المقيمين بمدينة القيروان واطمأنوا على المقام هناك.