رجال “الشباكية” بصمة شهر رمضان في المغرب.. ما سرهم؟

أميرة جادو
مع حلول شهر رمضان، تكتظ الأسواق المغربية بمشاهد مألوفة تعكس طقوس الشهر الكريم، حيث يسيطر صناع حلوى الشباكية على المشهد، يتقنون تفاصيل إعدادها بحرفية عالية، ويعرضون أصنافها المتنوعة، باعتبارها الحلوى الرمضانية الأكثر شعبية في المغرب.
حرفيون بزي مميز ومطابخ مفتوحة
في جولة بين أسواق المغرب، تلفت الأنظار طوابير من الرجال الذين يرتدون مآزر بيضاء، وعلى رؤوسهم قبعات بنفس اللون، يعملون بتركيز في مطابخ مفتوحة، يتحركون بخفة بين أدواتهم لصنع الشباكية، تلك الحلوى التي لا تكتمل مائدة الإفطار المغربية بدونها.
ينقسم هؤلاء الحرفيون إلى فريقين متكاملين؛ الأول مسؤول عن إعداد العجينة الأساسية لكل محل وصفته الخاصة التي تميزه عن غيره، وبمجرد الاقتراب منهم، تفوح رائحة المكونات العطرية، معلنة أن رمضان في المغرب لا يمر دون عبق الشباكية.
العجينة.. سر المذاق الفريد
يتم تحضير العجينة الشباكية من خلال عدة مراحل دقيقة، تبدأ بخلط مكوناتها الأساسية، التي يرتكز قوامها على الدقيق، ثم تقطع إلى أجزاء صغيرة، هنا تتدخل أنامل الحلوانيين بحركات سريعة ومتقنة، حيث يتم تشكيل كل قطعة بعناية فائقة، ليتم “تشبيكها”، فتتحول إلى حبة الشباكية المتقنة أو ما يعرف بـ”المخرقة”.
القلي والعسل.. لمسة الإتقان الأخيرة
عندما تصل درجة حرارة الزيت إلى المستوى المطلوب، تغمس قطع الشباكية بلطف، ويتم تحريكها بمهارة عبر محراك يدوي خاص لضمان توزيع الحرارة بشكل متساوي، مما يمنحها اللون الذهبي المتدرج الذي يميزها.
وبعد القلي مباشرة، تنتقل الشباكية إلى مرحلة التغطية بالعسل، حيث يتم غمرها في وعاء كبير، حتى تكتسب لمعتها الشهية، وتظهر بألوان تتراوح بين البني الفاتح والداكن، وفق أسلوب كل صانع.
اللمسات الأخيرة والاحتفاء بالزبائن
يحرص الحرفيون على رش “الزنجلان”، وهو الاسم المغربي للسمسم، فوق كل قطعة، ليمنحها القوام المثالي، ثم يواصلون تقديم ابتساماتهم للزبائن، الذين يتوافدون لشراء الحلوى التي سترافق أطباق “الحريرة” خلال أمسيات رمضان.
والجدير بالذكر أنه لايختلف اثنان على أن هؤلاء الصنّاع باتوا رمزًا من رموز الشهر الفضيل في المغرب، إذ كرسوا حياتهم لإتقان صناعة الحلوى التي تعتبر رفيقة المائدة الرمضانية بامتياز، حتى أضحوا جزءًا لا يتجزأ من الطقوس التي تميز الأسواق المغربية في هذا الموسم.