تاريخ ومزارات

رباط سوسة.. أقدم الربط القائمة من العصر الإسلامي ببلاد المغرب

أسماء صبحي 

يقع هذا الرباط في مدينة سوسة، بتونس ويعود البناء الأصلي إلى عصر الأغالبة في القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي. وكان الغرض من بنائه حماية البلاد من الغزو الخارجى عن طريق البحر. حيث كان يستخدم كمأوى لأهل سوسة في مواجهة اعتداءات الأسطول البيزنطي، إلا أنه جدد بشكل كامل فى  عهد الأمير الأغلبي زيادة الله الأول.

وقد احتفظ البناء بشكله الأصلي إلى يومنا هذا مع بعض التعديلات البسيطة. باستثناء أروقة الجناحين الشمالي والشرقي التي تم ترميمها عام ١١٣٥ هجري / ١٧٢٢ ميلادي .

ويعرف رباط سوسة محلياً باسم قصر الرباط، وقد شيد وفقاً للكاتبات المنقوشة بالخط الكوفى بأعلى مدخل مئذنة مسجد هذا الرباط. على يد زيادة الله بن إبراهيم الأغلبى ثالث الحكام الأغالبة وذلك فى سنه ٢٠٦ هجرى / ٨٢١ ميلادى.

وهو يشبه في تخطيطه إلى حد كبير رباط المنستير الذي شيده هرثمة بن أعين بين المهدية وسوسة سنه ١٨٠ هجرى / ٧٩٦ ميلادى. والذي يعد أقدم الربط القائمة من العصر الإسلامي ببلاد المغرب.

الوصف المعماري لـ رباط سوسة

يشغل هذا الرباط مساحة من الأرض مربعة الشكل طول ضلعها ٣٩م. كما أنه محاط بسور شيد من الحجر سمكه يبلغ ٥٩ ,١م، وارتفاعه الحالى ٥٠, ٨م. ويتوجه صف من شرافات على هيئة عقود متجاورة، ولتدعيم بناء هذا السور، فقد زود بثمانية أبراج. أربعة منها في أركانه الأربعة، وبرج بمنتصف كل ضلع من أضلاعه. كما يلاحظ أن جميع هذه الأبراج نصف مستديرة ماعدا البرج الذي يتوسط الضلع الجنوبي وهو المدخل الرئيسى للرباط. والبرج الذي يقع بالركن الجنوبي الشرقي للرباط يمثل قاعدة مئذنة مسجد الرباط.

يتألف هذا الرباط من طابقين، و تخطيطه عبارة عن صحن أو فناء فى الوسط. ثم تحيط به الحجرات من جوانبه الأربعة،  ويشتمل الضلع الجنوبى للطابق العلوى على مسجد الرباط.

 المدخل

لهذا الرباط مدخل واحد يتوسط واجهته الجنوبية، يبرز عن سمت الواجهه، وفي عام 1848 م حدثت إضافة وفقاً للكاتبات المنقوشة أعلى هذا المدخل. نتج عنها زيادة بروز المدخل إلى الضعف وبعد أن كان يتوصل إلى فتحة الباب من خلال سلم مكون من سبع درجات أصبح عددها أربع عشر درجة. ومن هذا السلم يتوصل إلى فتحة باب تؤدي إلى دركاة التى توصل بدورها إلى دهليز طويل مستطيل الشكل يؤدي إلى صحن الرباط.

يلاحظ أن هذا الدهليز مقسم إلى ثلاثه مساحات. المساحة الأولى وهي التي تلي فتحة الباب مباشرة مربعة الشكل ويغطيها قبو متقاطع. وعلى جانبي هذه المساحة المربعة توجد حجرتان تشغل كل منهما مساحة مستطيلة يغطيها قبو نصف أسطواني. ربما كانتا مخصصتين للحرس.

أما المساحتان الثانية والثالثة لهذا الدهليز فمستطيلتان الشكل ويغطي كل منهم قبو  نصف أسطواني. ثم يؤدي هذا الدهليز إلى صحن الرباط. ويلاحظ أنه يوجد على يمين ويسار الداخل من هذا الدهليز إلى الصحن سلم صاعد، يؤدي كلاهما إلى الطابق العلوى للرباط.

الصحن

يشغل صحن الرباط مساحة مستطيلة، طولها من الشرق إلى الغرب ٤١, ٢٠م. وعرضها من الشمال إلى الجنوب ٢١, ١٩م، ويحيط به من الجهات الشرقية والشمالية والغربية ثلاث سقائف ذات عقود محمولة على دعائم. كما يلاحظ أن سقف كلا من السقيفتين الشرقية والشمالية مغطى بأقبية متقاطعة. بينما السقيفة الغربية غطيت بأقبية نصف أسطوانية.

ويوجد خلف هذه السقائف الثلاثه مجموعة من الحجرات، تشغل مساحات مستطيلة تتفاوت فيما بينها. كما أن لكل حجرة فتحة باب واحدة تطل على السقيفة التي تتقدمها، ماعدا الحجرات التى بالأركان الأربعة. حيث تفتح كل منها على الحجرة المجاورة لها، ويغطي كل منها قبو نصف أسطواني.

يبلغ عدد الحجرات خلف السقيفة الشرقية ثمان حجرات، وعشر حجرات خلف السقيفة الشمالية. وخلف السقيفة الغربية ثمان حجرات، وبالضلع الجنوبي للرباط توجد سبع حجرات. وبذلك يكون العدد الكلي لحجرات الدور السفلي للرباط ثلاثه وثلاثين حجرة.

أما بالنسبة للطابق العلوي للرباط فيتوصل إليه من خلال سلمين على يسار ويمين الداخل من الدهليز إلى الصحن. كما يشتمل هذا الطابق على حجرات تشبه حجرات الدور السفلي. ولكن في الجهات الشرقية والشمالية والغربية، أما الضلع الجنوبى لهذا الطابق فيشغله مسجد الرباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى