يوشع بن نون القائد النبي الذي قاد بني إسرائيل نحو النصر

يعد يوشع بن نون أحد أعظم أنبياء بني إسرائيل وقادتهم التاريخيين، فقد حمل الراية بعد وفاة النبي موسى، ليكمل المسيرة نحو الأرض المقدسة، اسمه ورد في القرآن الكريم دون تصريح، حيث ذكر في قصة الخضر في قوله تعالى، وإذ قال موسى لفتاه، واتفق المفسرون على أن الفتى هو يوشع، الذي رافق موسى في رحلته العجيبة.
من هو يوشع بن نون
بعود نسبه إلى يوشع بن نون بن أفراثيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، نشأ في مصر وعاصر ظلم فرعون، فكان ضمن الذين خرجوا مع موسى، وقد وقع عليه الاختيار مع كالب بن يفونة لاستكشاف أرض الجبارين، فرأى أنها صالحة لدخول بني إسرائيل، لكن قومه رفضوا الأمر الإلهي، فعاقبهم الله بالتيه أربعين عامًا حتى نشأ جيل جديد.
بعد هذه العقوبة لم يبق ممن كانوا مع موسى سوى يوشع وكالب، فلما توفي موسى، تولى يوشع القيادة، فعبر ببني إسرائيل نهر الأردن متجهًا إلى أريحا، المدينة ذات الأسوار العظيمة، حاصرها ستة أشهر، ثم أمر قومه بالطواف حولها والتكبير، فانهارت الأسوار، ودخلوها منتصرين، ولم يتوقف عند ذلك، بل قاد جيشه لهزيمة ملوك الشام، حتى قيل إنه انتصر على واحد وثلاثين ملكًا.
كما جاءت السنة النبوية لتؤكد عظمة يوشع، فقد روى أبو هريرة أن النبي قال، إن الشمس لم تحبس على بشر إلا ليوشع، ليالي سار إلى بيت المقدس، وهو حديث صححه كبار العلماء، مما يثبت أن الله أيده بمعجزة عظيمة في معاركه.
أما في الروايات التوراتية، فصورته كقائد عسكري خاض حروبًا شرسة ضد العموريين والكنعانيين، لكن العلماء المسلمين يرفضون نسبة بعض هذه الأفعال إليه، لأن الأنبياء بعيدون عن الممارسات الوحشية التي تتناقض مع رسالتهم.
نوهت بعض الآراء أن موسى هو من دخل الأرض المقدسة، لكن جمهور العلماء يؤكد أن موسى مات قبل الوصول إليها، فقد دعا ربه عند وفاته قائلًا، رب أدنني إلى الأرض المقدسة رمية حجر، مما يعني أنه لم يدخلها، بل أكمل يوشع المهمة، ليكون القائد الذي أنهى التيه وحقق وعد الله لبني إسرائيل.