اليمامة الحمراء.. العملية التي أنهت الاحتلال الإسرائيلي في سيناء

في أواخر أبريل عام 1982، كانت سيناء على موعد مع لحظة تاريخية فاصلة، حملت اسم عملية اليمامة الحمراء، وهي واحدة من أبرز الأحداث التي شهدتها أرض الفيروز بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل كانت المشهد الأخير في قصة احتلالٍ دام سنوات طويلة، ونقطة البداية لاستعادة مصر سيادتها الكاملة على ترابها.
قصة اليمامة الحمراء
بدأت القصة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، التي نصت على انسحاب إسرائيل الكامل من سيناء، بما في ذلك تفكيك المستوطنات التي أقيمت بعد حرب 1967 من بين تلك المستوطنات كانت ياميت، الواقعة بين رفح والعريش في شمال شرق سيناء، والتي كانت تضم آلاف المستوطنين اليهود، ومع اقتراب موعد الانسحاب، رفض الكثير من سكانها مغادرة منازلهم، وتحول الأمر إلى أزمة كبيرة داخل إسرائيل نفسها.
رفض المستوطنون تنفيذ أوامر الحكومة، واعتصموا داخل المباني، بينما حاول بعض الحاخامات منع الجيش من التدخل، عندها قررت القيادة الإسرائيلية تنفيذ عملية أطلقت عليها اسم اليمامة الحمراء، وهي خطة عسكرية ضخمة شارك فيها نحو 20 ألف جندي، استخدمت القوات الجرافات لهدم المنازل وإجبار السكان على المغادرة بالقوة، وفي بعض الحالات اقتحم الجنود البيوت لإخراج من تبقى فيها من الرافضين.
نقلت وسائل الإعلام في ذلك الوقت مشاهد مؤثرة لعائلات تبكي وهي تُنتزع من بيوتها، وجنود يحاولون تنفيذ الأوامر وسط توتر وانقسام داخلي كبير، كانت العملية بالنسبة للإسرائيليين مؤلمة، لأنها جسّدت نهاية وجودهم في سيناء، أما بالنسبة للمصريين، فكانت بشارة الفجر الجديد.
وفي 25 أبريل 1982، تم تفجير آخر مبنى في مستوطنة ياميت، وهو اليوم الذي رفع فيه العلم المصري على أرض سيناء، ليصبح هذا التاريخ عيدًا قوميًا تحتفل به مصر كل عام.



