وطنيات

إسماعيل شرين باشا.. أحد من ساهموا في إعادة طابا إلى مصر

في مثل هذا اليوم من عام 1988، حكمت محكمة العدل الدولية بأحقية مصر في طابا، وبأنها أرض مصرية. وبهذة المناسبة نروي قصة بطولة منسية ودرس في الوطنية، قام به قائم مقام إسماعيل شرين باشا، آخر وزير حربية في عهد الملك فاروق.

في أشهر الحكايات والأساطير التى تروى، يظلّ هناك دائمًا فصل منسي، فهو رجلٌ ساهم دون أن يعرفه أحد، أو يتم الإشارة إليه، في رجوع طابا إلى مصر. إسماعيل شرين ابن عم الملك فؤاد الأول ملك مصر والسودان. تزوج من الأميرة فوزية أخت الملك فاروق بعد طلاقها من شاه إيران. وعين وزيراً للحربية في عهد الملك فاروق، وكان أخر وزير حربية قبل ثورة 23 يوليو 1952.

من هو إسماعيل شرين باشا

في سنة 1949، كان إسماعيل شرين، ضابطًا بالجيش المصري، وتزوج الأميرة، فوزية. كما اختير عضوًا في وفد مباحثات الهدنة بين مصر وإسرائيل التى وقعت في “رودس” بعد حرب 1948.

وكان من القلائل الذين يحاولون لفت انتباه الملك فاروق إلى أن عرشه يترنح بقوة، حيث كان ولاؤه للملك كبيرًا. وكان اقتناعه كاملاً بأن العرش يترنّح، من خلال موقعه بالجيش كضابط ثم كوزير. حسبما يذكر المقربين من الملك فاروق في الفترة الأخيرة في مصر، وكذلك بعض من الكتَّاب والدارسين.

وعقب حدوث ثورة يوليو 1952، خرج من مصر، برفقة زوجته واستقر بهما المقام في جينيف. وعندما بدأت إجراءات التحكيم بين مصر وإسرائيل حول أحقية الحصول على طابا. لم يصمت إسماعيل أمام ما يحدث، فكّر ماذا سيفعل أمام التعديات التى تحدث. إلى أن قرر الذهاب بنفسه إلى فريق التحكيم المصري، عارضًا أن يُدلى بشهادته أمام المحكمة.

عودة طابا إلى مصر

وفي أحد اللقاءات المسجلة، روى دكتور، مفيد شهاب، أن إسماعيل كان قائدًا للكتيبة المصرية في طابا. وأن لديه فى أوراقه، خطابات رسمية بعث بها إلى زوجته وأسرته من طابا، ولديه ردود على تلك الخطابات أرسلت إليه في طابا، وأن أختام البريد والطوابع تؤكد ذلك. ورحب الفريق به شاهداً، وقبلت به المحكمة، وأدلى بشهادته التي زادت من اقتناع المحكمة بأحقية مصر في طابا.

استعد إسماعيل وتقدم بما لديه من وثائق وخرائط، فضلاً عن الحجج والدفوع والزيارات الميدانية إلى المنطقة، بما يدعم الحق المصرى. لكن المحكمة الدولية لم تكتف بذلك، وفتحت باب الشهود، وكان على كل طرف أن يدفع بشهوده ليؤكد موقفه.

وبالرغم من أنه كان مبعداً منذ ثورة يوليو، لكنه بقى مصرياً، محباً ومخلصاً لبلده، وضابطاً وفياً من ضباط الجيش المصرى. وإنسانا نزيها لا يكتم شهادة الحق، حتى لو لم تطلب منه، ولم يمنعه الخلاف السياسى أن يقف إلى جوار وطنه وبلده، فى موقف حاسم وفارق. وانتهى إلى الحكم لصالح مصر فى سبتمبر سنة 1989. ورحل في صمت في مثل هذا اليوم من 1994، ودفن بمصر في صمت تام، دون الالتفات للدور الهام الذي قام بة في قضية طابا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى