قلعة صيدا البحرية.. جوهرة التاريخ العائمة على أمواج البحر اللبناني

في قلب مدينة صيدا العريقة، تتلألأ قلعة صيدا البحرية، أو كما تعرف محليًا بـ قلعة البحر، كتحفة معمارية تروي فصولًا من التاريخ اللبناني العريق، و تقع القلعة على صخرة بحرية ضخمة تجعلها تبدو كأنها صحن حجري عائم فوق الماء، وتبلغ مساحتها نحو 3800 متر مربع، مما يجعلها من أبرز وأجمل المعالم السياحية في جنوب لبنان.
تاريخ قلعة صيدا البحرية
يعود تاريخ بناء القلعة إلى القرن الثالث عشر الميلادي، حيث شيدت عام 1228م على يد الصليبيين فوق أنقاض معبد فينيقي قديم كان مكرسًا لعبادة الإله ملكرت، وهو ما يقابله عند الإغريق الإله هرقل على مر العصور، لعبت القلعة دورًا عسكريًا مهمًا في حماية السواحل اللبنانية من الغزاة، وتعرضت لدمار جزئي بسبب الحروب المتتالية، لكنها ما زالت شامخة حتى اليوم، تجذب الزوار من كل أنحاء العالم.
يصل الزائر إلى القلعة عبر ممر صخري ضيق يبلغ طوله نحو 80 مترًا يمتد من البر إلى الجزيرة الصخرية التي تقوم عليها، وعند الوصول إلى المدخل الرئيسي، تظهر البوابة الحجرية الضخمة التي تحيط بها أحجار سوداء كبيرة تعكس الطابع الحربي للقلعة، خلف المدخل يمتد السور الداخلي الذي يؤدي إلى الباحة الرئيسية، حيث تقف برجان ضخمان على الجانبين، أحدهما غربي ما زال يحتفظ بمعالمه الأصلية، والآخر شرقي تظهر عليه آثار التدمير الذي لحق به عبر الزمن.
في قلب القلعة، توجد قاعة واسعة تعلوها القباب كانت تستخدم في السابق لاجتماعات القادة العسكريين ومناقشة الخطط الدفاعية، وما زالت تضم بعض المدافع الصليبية القديمة كشاهد على تاريخها العسكري، ومن داخل القاعة، يصعد الزائر عبر درج حجري إلى مسجد عثماني صغير بُني في فترة لاحقة، وإلى سطح القلعة الذي يمنح إطلالة بانورامية مذهلة على مدينة صيدا القديمة، وأسواقها العتيقة، وشواطئها الممتدة على الأفق.
تتميز القلعة أيضًا بقربها من أهم المعالم التاريخية والطبيعية في المنطقة مثل قصر الدبانة وسوق صيدا التقليدي وشلالات جزين، ما يجعل زيارتها تجربة متكاملة بين التاريخ والطبيعة. كما تنتشر بالقرب منها المقاهي والمطاعم اللبنانية الأصيلة التي تقدم أشهى المأكولات المحلية والمأكولات البحرية الطازجة.



