حوارات و تقارير

دمشق الفاتنة ملهمة شعراء العرب.. من البحتري إلى نزار قباني

أميرة جادو

منذ فجر التاريخ، كانت دمشق قبلة المثقفين والشعراء العرب، ومقصداً لكل من يبحث عن الجمال والسحر. المدينة التي اشتهرت بلقب “الأرض المزهرة”، أصبحت رمزاً للبهاء عبر العصور، وعُرفت عالمياً باسم “مدينة الياسمين” بفضل عبقها الذي انتشر في أرجاء  الأرض.

رغم المعاناة التي مرت بها، تبقى دمشق ريحانة الدنيا التي ألهمت العرب والعجم على حد سواء. فهي مدينة العروبة التي تجمع بين التاريخ والثقافة والطموح، وتعكس روح التفاعل والتكامل مع الشعوب والحضارات. وكما قال الشاعر: “الحب يبدأ من دمشق… فأعلنت عبدوا الجمال و ذوّبوه وذابوا، فالدهر يبدأ من دمشق وعندما تبقى اللغات وتحفظ الأنساب”.

ظلت دمشق وجه التاريخ المشرق، بخضرة غوطة ساحرة وقلوب أهلها المخلصة التي صنعت أمجاد الزمن بحيوية وحكمة. ولا عجب أن تغنّى بها الشعراء قديماً وحديثاً، فهي أولى عواصم الإسلام الكبرى وجوهرة الشرق التي تبقى ملهمة لكل من يمر بها، فهي كانت دوماً الوجه الجميل بخضرة غوطتها، وقلوب أبنائها البررة، وهم يصنعون مواكب الزمن المتدفق عطاءً وحيويةً وحكمة، في هذا المقال لا يسعنا سوى تذكر كيف تغني الشعراء العرب قديما وحديثا بأولى عواصم الإسلام الكبرى.

البحتري عن دمشق

كما استرسل الشاعر البحتري في وصف دمشق وجمالها، قائلا:

أما دمشق فقد أبدت محاسنها
وقد وفى لك مطريها بما وعدا
قل للإمام الذي عمت فواضله
شرقاً وغرباً فما نحصي لها عددا
الله ولاك عن علم خلافته
والله أعطاك ما لم يعطه أحدا
يمسي السحاب على أجبالها فرقا
ويصبح النبت في صحرائها بددا
كأنما القيظ ولى بعد جيئته
أو الربيع دنا من بعد ما بعدا

العباسي في وصف دمشق

تحدث الشاعر العباسي أبو تمام عن دمشق، كما أسهب في وصفها قائلاً:

لولا حدائقها وأني لا أرى
عرشاً هناك ظننتها بلقيسا‏
وأرى الزمان غدا عليك بوجهه
جذلان بساماً وكان عبوسا‏
قد بوركت تلك البطون وقد سمت
تلك الظهور وقدست تقديسا‏

قطعة من الجنة

كما وصفها الشاعر لسان الدين بن الخطيب بأنها قطعة من الجنة، قائلا:

بلد تحف به الرياض كأنه
وجه جميل والرياض عذاره
وكأنما واديه معصم غادة
ومن الجسور المحكمات سواره

“أنا من دمشق”

وقال الشاعر خير الدين الزركلي مفتخراً في قصيدة “أنا من دمشق”:

قالت أمن بطحاء مكة جارنا؟
قلت: الهناء لمن دعوت بجارك
أنا من دمشق وقد ولدت بغيرها
وسكنت أخرى والحنين لدارك

نزار القباني في وصف دمشق

كما كتب عنها الشاعر نزار قباني، فقال عن دمشق الجميلة:

فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا
فيا دمشق لماذا نبدأ العتبا؟
حبيبتي أنت فاستلقي كأغنية
على ذراعي ولا تستوضحي السببا
يا شام إن جراحي لا ضفاف لها
فمسّحي عن جبيني الحزن والتعبا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى