عائلة محرم: تاريخ عريق وجذور عربية في محافظة القليوبية

أسماء صبحي – تعد عائلة محرم واحدة من أعرق العائلات العربية التي استوطنت مصر. حيث تمتد جذورها إلى قبيلة جذام اليمنية التي جاءت إلى مصر مع الفتح الإسلامي. استقر أفراد العائلة في البداية بمحافظة الشرقية، لكن مع مرور الوقت، انتقل العديد منهم إلى مناطق أخرى من بينها محافظة القليوبية. حيث تركوا بصمة واضحة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
وفي هذا المقال، نستعرض تاريخ العائلة، أصولها، وأبرز مساهماتها في بناء المجتمع المصري.
أصول عائلة محرم
تعود أصول العائلة إلى محرم بن جذام، وهو أحد أبناء قبيلة جذام القحطانية. والتي كانت من القبائل التي هاجرت إلى مصر في عهد عمرو بن العاص خلال الفتح الإسلامي في عام 639م. كما استوطنت العائلة في البداية محافظة الشرقية، حيث منحت أراضي زراعية تقديرًا لدورها في دعم الدولة الإسلامية الناشئة.
وفي فترة الدولة الفاطمية، ازدادت مكانة العائلة حيث حصلوا على مزيد من الأراضي الزراعية، وعين بعض أفرادها في مناصب إدارية هامة. وخلال العصر الأيوبي، ساهمت العائلة في الدفاع عن مصر ضد الحملات الصليبية، ما أكسبهم احترام السلطة الحاكمة ومنحهم مكانة مرموقة.
استقرار العائلة في القليوبية
مع توسع العائلة وانتشارها، استقر جزء كبير منها في محافظة القليوبية، وخاصة في بعض قرى مركز طوخ وشبين القناطر. كما ساهم أفراد العائلة في تنمية المجتمعات المحلية، سواء من خلال الزراعة أو التجارة.
اعتمدت العائلة في البداية على الزراعة كمصدر رئيسي للرزق، حيث كانوا يزرعون المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والقطن. ومع مرور الزمن، برزت شخصيات من العائلة في مجالات أخرى، مثل التعليم والقضاء، ما جعل العائلة جزءًا حيويًا من النسيج الاجتماعي للقليوبية. وأبرز الشخصيات في عائلة محرم:
- الشيخ عبد الرحمن محرم: كان أحد أبرز رجال الدين في القليوبية. كما ساهم في نشر التعليم الديني بين أبناء القرى، حيث أسس كُتابًا لتحفيظ القرآن وتعليم الفقه.
- محمد بك محرم: من الشخصيات البارزة في العصر العثماني. حيث عين مشرفًا على الأراضي الزراعية في القليوبية. كما كان له دور كبير في تنظيم الموارد الزراعية وتطوير أنظمة الري.
- الدكتور أحمد محرم: أستاذ في جامعة بنها، اشتهر بأبحاثه في تاريخ مصر الوسيط. كما ساهم في توثيق تاريخ العائلات العربية التي استقرت في دلتا النيل.
دور العائلة في المجتمع المحلي
لعبت العائلة دورًا هامًا في دعم المجتمع المحلي. حيث كان أفراد العائلة يحرصون على دعم الفقراء والمحتاجين من خلال الوقف الخيري. وأوقفوا أجزاء من أراضيهم لصالح بناء المساجد والمدارس. كما أسهمت العائلة في تنظيم المبادرات الاجتماعية التي تهدف إلى تحسين الخدمات في القرى، مثل بناء الآبار وتحديث شبكات الري.
ويقول الدكتور محمد عبد السلام، أستاذ التاريخ بجامعة بنها، إن عائلة محرم تعد من أقدم العائلات العربية التي استقرت في دلتا النيل. ولعبت دورًا حيويًا في دعم الاستقرار والتنمية في القليوبية. ومن خلال مزيج من العمل الزراعي، النشاط التجاري، والإسهامات التعليمية، أثبتت العائلة قدرتها على التكيف مع مختلف العصور، مع الحفاظ على جذورها العربية الأصيلة.