السوري الأول.. “الهومو إركتوس”: أول إنسان سكن في سوريا قبل مليون عام
أميرة جادو
تمتلك سوريا تاريخ عريق يمتد لأكثر من مليون عام، حيث بدأ الإنسان القديم بصناعة أدواته الحجرية، وقد عثر على نماذج من هذه الأدوات في مواقع متعددة، أبرزها ترسبات حوض النهر الكبير الشمالي، حوض العاصي، وموقع اللطامنة شمال مدينة حماه، كما اشتهرت ملاجئ “أدي سكفتا” في يبرود بالأدوات الحجرية المميزة التي أُطلق عليها “يبرودية”، حيث استوطن الإنسان الأول كهوف يبرود وتدمر.
بداية الحضارة في سوريا
شهدت سوريا حضارتها الأولى في العصر الحجري القديم “الباليوليتك”، حينما وصل الإنسان الأول المعروف بـ”الهومو إركتوس” من أفريقيا إلى سوريا، واستقر هذا الإنسان على ضفاف نهر الكبير الشمالي في قرية “ستمرخو” بريف اللاذقية. حيث طوّر أدواته الحجرية للتكيف مع البيئة المحيطة. وقد استمرت حياة هذا الإنسان في سوريا لمدة 200 ألف عام قبل أن يحلّ محله إنسان “نياندرتال”.
الإنسان الصانع في سوريا
ووفقًا لما ذكره الدكتور “بسام جاموس”، الباحث في عصور ما قبل التاريخ. فإن الإنسان الأول “الهومو اركتوس” كان يتميز بخصائص بشرية فريدة؛ والذي سكن على ضفاف الأنهار الكبرى (الشمالي، الفرات، حوض البادية التدمرية)، وعن صفاته البشرية طوله يتراوح بين 150 و170 سم. بينما حجم دماغه لا يتجاوز 1000 ملم مكعب.وكان سلوكه يختلف عن باقي الكائنات وخاصة تقنيات تصنيع أدوات حجرية متقنة مثل الفؤوس والمكاشط، واكتشف طريقة إشعال النار عن طريق الاحتكاك. كما أظهرت نقوشه ورموزه التصويرية في الكهوف تطوراً فكرياً جعل العلماء يصفونه بـ”الإنسان الصانع”.
نشأة القرى الأولى
وأشار “جاموس”، إلى أن الاكتشافات الحديثة أكدت أن القرى الأولى بدأت بالظهور في سوريا في الألف العاشر قبل الميلاد. حيث أن هذه القرى تمتاز بمنازلها الدائرية. خصوصاً في مناطق الفرات الأوسط، مثل موقع جادة المغرة بريف حلب. وقد اكتشف فيه مدرسة فنية استخدمت ألواناً ثلاثية (أسود، أبيض، أحمر) تعود إلى 10 آلاف عام. أما في غوطة دمشق. فقد تم العثور على مواقع مثل تل أسود والرماد وغريفي، التي تحتوي على مبانٍ تعكس تطور العمارة في الألف السابع قبل الميلاد.
