“الكباش” في الحضارة الفرعونية القديمة.. رمز حضاري يخلد عقيدة آمون
أميرة جادو
يصادف اليوم الذكرى الثالثة على افتتاح “طريق الكباش” بالأقصر بعد ترميمه وإعاده إحيائه، ويعتبر هذا الطريق واحدًا من أبرز المعالم الأثرية والسياحية في مصر، حيث يربط بين معبدي الأقصر والكرنك، كما يتميز الطريق بالعديد من التماثيل الفريدة على هيئة جسم أسد ورأس كبش، كما يتضمن تماثيل على هيئة الكبش الكامل، التي يرجع تاريخها إلى عصر الأسرة الـ 18، حيث كانت العقيدة بالمعبود آمون قوية جدًا وكان هناك اهتمام بتصويره في صور كثيرة أهمها صورة الكبش كرمز للخصوبة ورمز بتجدد المياه وجريانها.
تاريخ تماثيل الكباش في مصر
وتماثيل “الكباش” التي تنتمي إلى طريق الكباش في الأقصر يعود تسميتها، إلى الطريق الذي يربط بين معبد الأقصر ومعبد الكرنك. كان هذا الطريق شارعًا واسعًا تصطف على جانبيه تماثيل برأس كبش وجسم أسد، وهي رمزية مقدسة في مصر القديمة. كما يتضمن على تماثيل لأبى الهول نجدها في معابد الكرنك مثلت على شكل أبى الهول برأس كبش، حيث يعتبر الكبش رمزًا للإله آمون لحماية المعبد وإبراز محوره.
الكباش رمز مقدس
والجدير بالإشارة أن الكبش ظهر كحيوان مقدس منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث ظهر على هيئة صلايات صخرية منقوشة يرجع تاريخها إلى تلك الحقبة. كما ظهرت صورة الكباش على الأواني الفخارية وتمائم تعود إلى عصور نقادة الثانية والثالثة. تطورت مكانة الكبش مع الوقت ليصبح جزءًا لا يتجزأ من المعتقدات الدينية.
الكباش في العقيدة المصرية القديمة
كما حظيت “الكباش: بمكانة مقدسة وكبيرة في مصر القديمة، إذ ربط المصري القديم بين الكبش وبين قوى الخلق والبعث، لما يتمتع به من خصوبة وقدرة على التناسل، لذا ظهرت بعض المعبودات المصرية بهيئة الكبش، مثل كبش مدينة “منديس” وكبش “جدو”، الذي تحول إلى إله العالم الآخر بعد اتحاده مع “أوزير”. في حين، ظهر المعبود “حرشاإف” بهيئة الكبش، كما ظهر “خنوم” الذي ارتبط فى المعتقد المصرى القديم بخالق للبشر ومفجر منابع النيل العذبة.
آمون والكبش
والجدير بالذكر أنه في الدولة الحديثة، تجسد آمون، المعبود الرئيسي، على هيئة كبش في تماثيله. كما ظهر في نصوص وكتب العالم الآخر. هذه الرمزية جعلت الكباش جزءًا من التراث الروحي والفني. الذي يؤكد عبقرية المصريين القدماء في توظيف الرموز لتكريم المعبودات وتجسيد عقائدهم الدينية.