نهايات مأساوية لملوك سقطوا من العروش إلى ساحات الإعدام

على مدار التاريخ، سقط عدد من الحكام والملوك الذين تجاوزوا حدود السلطة، واستغلوا مناصبهم في الاستبداد والظلم، فواجهوا غضب شعوبهم، ودفعوا ثمن طغيانهم نهاية دموية كتبت فصولها ميادين الغضب لا قصور الحكم، وتحولت فيها السيوف إلى أحكام، والمشانق إلى رموز للعدالة.
من هم الملوك الذين تم إعدامهم على مر الزمان؟
تشارلز الأول ملك إنجلترا
تولى تشارلز الأول الحكم في إنجلترا واسكتلندا وإيرلندا عام 1625، وكان ابن الملك جيمس الأول، وزوجته آن من الدنمارك، لجأ إلى سياسات استبدادية دفعته إليها نصائح وزرائه مثل بكنجهام وسترافورد، إضافة إلى تأثير زوجته هنرييت من فرنسا، اصطدم بالبرلمان، واندلعت الحرب الأهلية، حاول الفرار، وسعى لعقد تحالف مع الاسكتلنديين، لكن أوليفر كرومويل ألقى القبض عليه، وأخضعه لمحاكمة برلمانية انتهت بإعدامه عام 1649.
لويس السادس عشر وماري أنطوانيت
حكم لويس السادس عشر فرنسا حتى قيام الثورة الفرنسية، وفي عام 1792، حاول الهرب مع عائلته، لكن تم القبض عليه، وقدم للمحاكمة بتهمة الخيانة، وأعدم بالمقصلة في يناير 1793، أما زوجته ماري أنطوانيت، التي عُرفت بالبذخ، فقد اتُهمت بالخيانة وسرقة أموال الدولة، وتم تنفيذ الإعدام بها في أكتوبر من نفس العام، لتكون نهايتهما عنوانًا لسقوط الملكية أمام غضب الشعب.
نيقولا الثاني آخر قياصرة روسيا
بدأ نيقولا الثاني حكم روسيا عام 1894، واستمر حتى تنازله عن العرش بعد الثورة البلشفية في 1917، نُقل مع أسرته إلى إيكاترينبورغ، وفي عام 1918، أعدمه الثوار السوفييت مع زوجته وأبنائه في قبو أحد المنازل، حيث أطلقوا عليهم الرصاص من مسافة قريبة، بعد محاولات لطعنهم بالحراب، لتنتهي بذلك سلالة القياصرة في مشهد مأساوي.
بينيتو موسوليني زعيم إيطاليا الفاشي
قاد موسوليني إيطاليا بنظام فاشي منذ عشرينيات القرن الماضي، وشارك في الحرب العالمية الثانية إلى جانب ألمانيا النازية، وبعد هزيمة الفاشية عام 1945، حاول الفرار مع عشيقته كلارا بيتاتشي، إلا أن المقاومة الإيطالية ألقت القبض عليهما قرب بحيرة كومو، وتم إعدامهما بالرصاص، ثم علقت جثته في محطة وقود بميلانو، في مشهد صادم أعاد إلى الأذهان تقاليد الانتقام القديمة من الخونة.
نيكولاي تشاوشيسكو حاكم رومانيا
حكم تشاوشيسكو رومانيا بقبضة شيوعية دامت لعقود، تميزت بالقمع والديكتاتورية، لكن في ديسمبر 1989، أمر بإطلاق النار على المتظاهرين، فاندلعت الثورة الرومانية، فشل في الفرار مع زوجته إيلينا، وتم القبض عليهما، وعرضا على محكمة عسكرية سريعة، أُعدما رميا بالرصاص يوم عيد الميلاد، لتطوى صفحة حكمه الدموي في لحظات قليلة.
التاريخ لم ينس هؤلاء، ولا الشعوب غفرت لهم، فكل طاغية بني حكمه على دماء الأبرياء، كتب بيده نهايته، مهما طال الزمان، ومهما كان العرش قويًا.