تاريخ ومزارات

قلعة الدمام: الحصن الغامض الذي ابتلعته المدينة الحديثة

أسماء صبحي – تزخر مدينة الدمام، عاصمة المنطقة الشرقية في السعودية، بتاريخ عريق يختبئ خلف مظاهر الحداثة والتطور العمراني المتسارع. ومن بين الكنوز التي طمرها الزمن، تبرز قلعة الدمام كأحد أبرز المعالم التي اندثرت ولم تحظى بالتوثيق الكافي. رغم قيمتها التاريخية ودورها في حماية السواحل قديماً.

أصل قلعة الدمام

تتباين الروايات حول من شيّد القلعة، إذ تشير بعض المصادر إلى أن البرتغاليين بنوها في أوائل القرن العاشر الهجري (القرن السادس عشر الميلادي). حين امتد نفوذهم في الخليج العربي وتحديدًا بين القطيف وتاروت والبحرين. وقد دعم هذا الرأي المؤرخ والباحث حمد الجاسر، الذي ذكر أن البرتغاليين شي.وا قلاعًا في الدمام وتاروت كجزء من منظومتهم الدفاعية.

في المقابل، هناك من ينسب بناء القلعة إلى القائد البحري الشهير رحمة بن جابر الجلاهمة. الذي استقر في الدمام عام 1225هـ بعد خروجه من قطر. واستخدم القلعة كقاعدة لهجماته البحرية، وكانت موقعًا دفاعيًا ذا أهمية كبرى في عصر الصراعات البحرية في الخليج.

وصف القلعة وتصميمها

تميزت القلعة بتصميمها العسكري، إذ تضمنت أبراجًا دفاعية وأسوارًا مرتفعة. وتشبه في بنائها الطراز المعماري الأوروبي في ذلك العصر لا سيما النمط البرتغالي. كما أشار الرحالة البريطاني “لويمر” الذي زارها عام 1904م إلى أنها كانت شبه مهجورة تقع على جزيرة صخرية. وتتمتع بموقع استراتيجي يسمح بمراقبة حركة السفن القادمة من الخليج.

ومع التوسع العمراني الكبير الذي شهدته الدمام خلال العقود الماضية. اختفت القلعة تمامًا من الخريطة، ولم يتبقى منها سوى بعض الصور القديمة والوثائق التي توثق شكلها وموقعها التقريبي. كما لعب غياب التوثيق الرسمي دورًا في ضياع هذا المعلم من الذاكرة الجمعية.

وقال الباحث في التاريخ السعودي عبد الرحمن عبد الكريم العبيد، إن الشواهد التاريخية تشير إلى أن البرتغال هم أول من بنى القلعة المسماة بـ’قصر الدمام’. وكانت جزءًا من منظومة عسكرية لحماية سواحل الخليج من الهجمات العثمانية والعربية في ذلك الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى