باحثة في الآثار تكشف أهمية”بردية تورين”.. أقدم خريطة جيولوجية باقية من العالم القديم
أسماء صبحي
بردية تورين هي بردية مصرية كتب بها أسماء أكثر من 300 من الملوك وسنين حكمهم وأعمالهم. من عصر ما قبل الأسرات حتى الأسرة الثامنة عشر. وهي خريطه مصرية قديمة. تعتبر عموماً أقدم خريطة جيولوجية باقيه ذات أهمية طبوغرافية من العالم القديم. وتم رسمها على ورق بردي يقال أنه تم اكتشافه في دير المدينة في طيبة.
رسم الخريطة
وتقول مريم قدري، الباحثة في الآثار المصرية القديمة، إن “برناردينو دروفيتي” المعروف باسم نابليون بروكونسول. هو من قام بجمع بردية تورين في مصر في وقت ما قبل عام 1824 م. وهي محفوظه الآن في المتحف المصري بتورينو. وتم رسم الخريطة حوالي عام 1150 قبل الميلاد بواسطة كاتب القبر المعروف أمن ناخت، ابن ايبوي. وتم إعداده لبعثة رمسيس الرابع لاستخراج الحجارة إلى وادي الحمامات في الصحراء الشرقية. والتي تكشف عن صخور ما قبل الكمبري للدرع العربي النوبي.
وأضافت قدري، أن الغرض من الحملة هو الحصول على كتل من حجر بيخن ( الحجر الرملي ميتاغرايواكي). لاستخدامها في تماثيل الملك. وتظهر الخريطه امتداد 15 كيلو متر لوادي الحمامات. وتحتوي على صور لالتقاء هذا الوادي مع وديان عطالله والسيد، والتلال المحيطة. ومحجر بيخن الحجري، ومنجم الذهب والمستوطنة في بير أم فواخير.
وتابعت إن الخريطة تتضمن أيضاً التعليقات التوضيحية المكتوبة بالخط الهيراطيقي التي تحدد المعالم الموضحة على الخريطه. ووجهات طريق الوادي، والمسافة بين المحجر والمنجم. وموقع رواسب الذهب في التلال وأحجام الكتل الحجرية لمحاجر بيخن.
وأوضحت قدري، أن الجزء العلوي من الخريطه يقع باتجاه الجنوب ومنبع نهر النيل. كما أعيد بناؤها حالياً في متحف تورين، ويبلغ طول الخريطة 2.8 مترا وعرضها 0.41 متراً. وهذا الترتيب لأجزاء الخريطة يعتبر حالياً غير صحيح. وتم اقتراح إعادة بناء جديدة وأكثر دقة من قبل “هاربل وبروان ” في عام 1992. مما أدى إلى تقليل الطول إلى 2.1 متر .
بردية تورين أقدم خريطة جيولوجية
وأشارت الباحثة في الآثار المصرية القديمة، إلى أنها بجانب كونها خريطة طبوغرافية للجانب الحديث بشكل مدهش. فإن بردية تورين هي أقدم خريطة چيولوچية معروفة، لأنها تظهر بدقة التوزيع المحلي لأنواع الصخور المختلفة مع التلال السوداء والوردية. وحصوات الوادي المتنوعة من الناحية الحجرية باللون البني. والنقاط الخضراء والبيضاء، وتحتوي على معلومات من المحاجر والتعدين.
وتابعت قدري: “تم تصوير السمات الطبوغرافية مثل المنازل والأشجار التي لا يمكن التعرف عليها بالطرفاويه. والمعبد والبئر وما إلى ذلك. حتى عروق الكوارتز في التلال مميزه في هذا الصدد. ويمكن إعتبار بردية تورين أقدم نظام معلومات جغرافية معروفة”.
واختتمت حديثها قائلة: “هي أكثر روعة بالنظر إلى أن الأمر سيستغرق 2900 عام آخر قبل رسم الخريطة الجيولوجية التالية. وكان هذا في فرنسا خلال منتصف القرن الثامن عشر في عام 1989. والتقط علماء الآثار الألمان صورًا جوية لوادي الحمامات والتي أكدت أن الخريطة تتوافق تمامًا مع هذا المطقع. ومع ذلك، لا يتم إستخدام مقياس ثابت”.