غزة تحت القصف.. يوشع بن نون صاحب أقدم إبادة عبرية ضد الفلسطينيين

يعتبر يوشع بن نون من أبرز الشخصيات في النصوص التوراتية، حيث ورد ذكره في العهد القديم باعتباره قائدًا عسكريًا بارزًا خلف النبي موسى، كما تروي المصادر التوراتية أنه نفذ مذابح جماعية عند دخوله مدنًا مثل أريحا وعاي، إذ أحرقها بالكامل ولم يترك فيها نفسًا حيًا، وفق ما ورد في سفر يشوع.
رمز صهيوني وتحريض مبكر
لم يكن يوشع مجرد شخصية دينية، بل أصبح مع مرور الزمن أحد المكونات الفكرية التي ساهمت في تشكيل الوعي القومي اليهودي، كما لعب دورًا في بلورة الأفكار الصهيونية، خاصة في ما يتعلق بالتعامل مع العرب.
وبحسب ما أوردته مؤسسة الدراسات العلمية الفلسطينية، فقد نال يوشع قداسة كبيرة في التراث العبري، حتى عدّ من أنبياء بني إسرائيل.
مذبحة عاي… رواية الرعب
في واحدة من أكثر المشاهد دموية في الرواية التوراتية، يقال إن يوشع بن نون قاد عملية إبادة جماعية في مدينة عاي الكنعانية، حيث قتل أكثر من اثني عشر ألف رجل وامرأة من سكان المدينة.
كما يؤكد النص التوراتي ذلك بوضوح في قوله: “ودخلوا المدينة وأخذوها وأسرعوا وأحرقوا المدينة بالنار.. فكان جميع الذين سقطوا في ذلك اليوم من رجال ونساء اثني عشر ألفًا جميع أهل عاي.. ويشوع لم يرد يده بالمزراق حتى حرم جميع سكان عاي.. كما أحرق يشوع عاي وجعلها تلًا أبديًا خرابًا إلى هذا اليوم” (يش 8: 19-28).
استخدم اسم يوشع بن نون في العقيدة الصهيونية كمثال للقائد الذي يخضع الشعوب ويستولي على الأراضي بقوة السيف، وأصبحت سيرته مرجعية فكرية في التعامل مع الفلسطينيين، إذ اختلط الدين بالتاريخ في خدمة مشروع استيطاني توسعي، ما يبرز البعد الأيديولوجي لسيرته في الخطاب السياسي الإسرائيلي المعاصر.