تاريخ ومزارات

قلعة البثنة: الحارس الصامت لوادي حام في الفجيرة 

أسماء صبحي – تقف قلعة البثنة شامخة وسط وادي حام الخصيب، على بعد نحو 13 كيلومترًا غرب مدينة الفجيرة. كواحدة من أبرز المعالم التاريخية في الإمارات العربية المتحدة. ورغم جمالها المعماري وقيمتها التاريخية، لا تزال القلعة بعيدة عن دائرة الاهتمام العربي والدولي. ما يجعلها كنزًا غير مكتشف في ذاكرة المنطقة.

تاريخ قلعة البثنة

شيدت القلعة البثنة في عام 1735 تقريبًا خلال فترة شديدة الاضطراب في الخليج العربي. إذ لعبت دورًا دفاعيًا محوريًا في حماية الطرق التجارية والزراعية التي تمر عبر وادي حام، وهو أحد أهم أودية الفجيرة. كما مثلت القلعة حصنًا منيعًا ضد الغزوات القبلية، وارتبطت تاريخيًا بصراعات النفوذ بين القبائل المحلية في الساحل الشرقي.

وتتكون القلعة من برجين دائريين على الأطراف، يربط بينهما سور مرتفع. مع فناء داخلي كان يستخدم لتخزين المؤن والأسلحة. كما أن جدران القلعة مبنية من الحجر الجيري والطين المدعم بالنخيل، وهو ما يعكس تقنيات البناء المحلية التقليدية. وتتيح الفتحات العلوية في الأبراج مراقبة الواحات المحيطة ورصد تحركات الأعداء بدقة.

ترميم القلعة وتحويلها لمعلم سياحي

ويقول المهندس سالم النقبي، المختص في ترميم الآثار بوزارة الثقافة الإماراتية، إن قلعة البثنة تمثل نموذجًا فريدًا للهندسة العسكرية في الساحل الشرقي. كما ساعد ترميمها في الحفاظ على مكون تراثي يعكس هوية الفجيرة التاريخية.

وشهدت القلعة عدة مراحل من الترميم بدءًا من التسعينيات. ضمن جهود هيئة الفجيرة للسياحة والآثار لإحياء التراث المحلي. وتم فتحها أمام الزوار مؤخرًا ضمن خطة لتعزيز السياحة الثقافية. كما تم تركيب لوحات تعريفية، وتطوير ممرات للمشي، ما جعل زيارتها تجربة تعليمية وبيئية في آن واحد.

وتعد القلعة رمزًا لصمود المجتمع المحلي وعنوانًا للذاكرة الجمعية التي تربط سكان الفجيرة بأرضهم وتاريخهم. فإلى جانب وظيفتها العسكرية، كانت مركزًا لحماية الواحات الزراعية التي اعتمد عليها السكان لمئات السنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى