المزيد

كيف بدأت الدولة العامرية في أرض الأندلس؟

في أرض الأندلس وتحت سماء قرطبة بدأ محمد بن أبي عامر حياته في أزقة متواضعة في الجزيرة الخضراء حيث نشأ في حصن طرش ثم حملته خطاه الطامحة إلى قرطبة التي قصدها طالبا للعلم فاستأجر دكانا متواضعا قرب القصر وهناك بدأ يرسم أول ملامح طموحه حين نجح بذكائه في كسب ثقة الصقالبة ورجال البلاط عبر كتابة الرسائل والتهاني بأسلوب راق دفع اسمه نحو أسماع صبح البشكنجية زوجة الخليفة الحكم المستنصر بالله التي قربته منها وأسندت إليه شؤون ابنها هشام.

كيف بدأت الدولة العامرية في أرض الأندلس؟

بدأت خطواته تتسارع حين تولى رئاسة الشرطة ثم إدارة الخزانة وبعدها أملاك الأمير هشام حتى صار وصيا عليه بفضل دعم صبح وحنكته التي أوصلته في النهاية إلى منصب الحجابة حيث بدأ حكمه الفعلي للخلافة الأموية في الأندلس تحت اسم الملك المنصور فأطلق بذلك الدولة العامرية التي ارتكزت على قوة السيف ودهاء السياسة.

قاد المنصور العديد من الحملات العسكرية فدخل ليون واستولى على بطريوس وامتد إلى لشبونة وحقق انتصارات متلاحقة في الشمال وصد تقدم مملكة الفرنجة بثبات ثم رحل سنة 392 هجريا وترك وراءه إرثا مليئا بالقوة والصرامة ومهابته التي رسمت حضورا مميزا في التاريخ.

ورث عبد الملك بن المنصور الحكم بعد والده وظل على نهجه سبع سنوات من 392 حتى 399 هجريا فقاد الغزوات السنوية وثبّت هيبة الدولة تحت راية الخلافة الأموية إلا أن الرياح بدأت تتغير بعد رحيله حين تولى شقيقه عبد الرحمن المعروف بلقب شنجول الحجابة وكان شابا ماجنا تغلب عليه حياة اللهو والخمر وأثار بغروره وسلوكياته نقمة الناس.

والدته ابنة ملك نافار سانشو غرسيه سمته شنجول تيمنا بجدها بعد أن أسلمت وتزوجت المنصور لكن هذا الاسم وارتباطه بالنصارى جعل موقفه أكثر هشاشة وما زاد الطين بلة أنه أجبر الخليفة هشام المؤيد على تعيينه وليا للعهد وهو ما أغضب بني أمية والشعب على السواء خاصة أن والده وأخاه كانا يحكمان من خلف ستار الخلافة.

ورغم هذا الغضب لم يجد الناس حينها القوة لمواجهة شنجول فاستمر حتى جاءت لحظة الضعف وانطلقت الثورة حين خلع الناس هشام المؤيد ونصبوا بدلا منه محمدا بن هشام بن عبد الجبار المعروف بالمهدي الذي قاد جيشا طارد شنجول فقتله وقطع رأسه فانهارت الدولة العامرية بسقوطه وبدأت الأندلس تدخل زمنا مضطربا كثرت فيه الفتن والدويلات وبرز ما سمي لاحقا بعصر ملوك الطوائف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى