وطنيات

الرقيب محمد حسين محمود سعد.. أول شهيد في حرب أكتوبر وبطل العبور

دعاء رحيل

الشهيد الرقيب محمد حسين محمود سعد.. هو أول شهيد في حرب أكتوبر 1973، التي استعادت فيها مصر كرامتها وأرضها من العدو الإسرائيلي، والتي تعتبر معجزة عسكرية بكل المقاييس.

ميلاد الرقيب محمد حسين

ولد الشهيد في عام 1946 في قرية سنديون بمحافظة القليوبية، وكان والده مزارعًا، ودرس في معهد قويسنا الديني، وعمل باحثًا اجتماعيًا بوحدة طوخ قليوبية.

تزوج من مُدرسة كانت تعمل بمدرسة إعدادية في طوخ، قبل 20 يومًا من اندلاع حرب أكتوبر. وكان شقيقه الأصغر عبدالحميد جنديًا من قوات المدرعات، وخاض معركة جبل لبنى، عام 1967، ضد فرقة مدرعة ومشاة ميكانيكة إسرائيلية.

قبل حرب أكتوبر 73، خدم كجندي استطلاع ودخل سيناء عدة مرات. وتحكي والدته عن غيرته من أخيه بسبب إجادته في معركة جبل لبنى، ناقلة قوله لها: “سأحارب معركة من أحسن المعارك أنا أيضًا”.

إشارات إلى الشهادة

في الأول من شهر رمضان عام 1973، زار أسرته وودَّعهم بكلمات تحمل إشارات إلى الشهادة، ثم عاد إلى وحدته للاستعداد للعبور.

كان أول العابرين مع قوات الجيش الثالث الميداني لخط بارليف، بعدما انتظر 4 أيام كاملة أمام الضفة الغربية للقناة للبدء في تنفيذ خطة العبور. وفور انطلاق المعارك، كان في الصفوف الأمامية لقواتنا الضاربة في مواجهة العدو.

آخر إشارة بثها إلى قائده كانت: “العدو يا فندم على بعد 10 أمتار”، ثم استشهد بإصابة قاتلة في منطقة التمساح بسيناء، وكان ذلك في يوم 6 أكتوبر 1973.

أخبرت أسرته بالخبر الأليم في نفس اليوم، وأخذ جثمانه إلى مقابر الشهداء بالإسماعيلية، وفي نفس العام، نقِل جثمانه إلى مقبرة خاصة بسنديون، وأعِيِدَتْ مراسم الدفن بحضور جموع من أهالي القرية.

قال شقيقه أحمد: “الشهيد عندما نقلنا جثمانه كان كما هو وكأنه توفى بالأمس وكانت رائحته تفوح عطرًا ومسكًا، كما قال صلاح حسب الله أحد أبناء سنديون: “الشهيد تسجِّل خطَّتُهُ في الموسوعة العالمية كأول شهيد”.

إن حكاية هذا الشهيد تروى لأجيال المصريين كشاهد على التضحية والفِداء والإخلاص للوطن. فليرقده ربُّه في جِنَّاتِ الخلـود.

هوايات الشهيد الرقيب محمد حسين محمود سعد:

– كان يحب القراءة والكتابة، وكتب قصيدة عن الوطن والجيش قبل حرب أكتوبر.
– وكان يحمل معه في جيبه المصحف الشريف، وكان يقرأه بانتظام، وكان يحفظ جزءًا منه.
– الرقيب محمد حسين كان يتمنى أن يكون له ابن يسميه أنور تيمنًا بالرئيس السادات¹.
– كان يحلم بأن يعود إلى زوجته وأسرته بعد النصر، وكان يكتب لهم رسائل تعبر عن حبه واشتياقه.
– وكان يعرف بشجاعته وإخلاصه وروحه القتالية، وكان يشجع زملاءه على المضي قدمًا في المعركة.
– كان من أوائل المشاركين في تدمير خط بارليف، واستخدم في ذلك قذائف RPG-7²³.
– وكان قائده يثق به ويعتمد عليه، وكان يطلق عليه لقب “العين الساهرة” لأنه كان دائمًا مستيقظًا ومتأهبًا.
– كان مثالًا للجندي المصري الذي يفدي الوطن بروحه، ويرفع راية التوحيد في سبيل الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى