كورونا.. صناعة اقتحمت السوق المصري قبل مائة عام
أسماء صبحي
كورونا، قبل مائة عام أو يزيد، كانت مصر على موعد مع صناعة جديدة أطلق عليها صناعة السعادة تقام على أرضها، وهي صناعة الشيكولاتة التي تعتبر في تلك الآونة بمثابة ثورة صناعية في عالم الحلوى. والتي لاقت رواجاً في مصر نظرًا لكثرة عدد الجاليات الأجنبية. بسبب حركة الانفتاح التي شهدتها مصر منذ نهايات عصر محمد على انتهاءً بالاحتلال الانجليزى لمصر.
وتقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن انتشار الأجانب في مصر ساعد على جلب الكثير من مستحدثات الحياة إلى مصر. وهو ما جعلها سوقاً هائمًا لكل ما هو جديد في أوروبا. ولعل ذلك هو أحد الأسباب القوية التي جعلت تومي خريستو اليوناني الجنسية يفكر في إنشاء مصنع شيكولاتة.
أول مصنع شيكولاتة في مصر
وتابعت إن تومى خريستو، ولد في الإسكندرية عام 1891. حيث بدأ نشاطه التجاري مبكرًا بعد أن تعلم من والده التاجر الأشهر في الإسكندرية مفاتيح التجارة. مما ساعده في معرفة متطلبات السوق المصري وتنفيذها.
وأضافت حسين، أنه في عام 1919، ونظراً لكثرة الطلب على الشيكولات. انشأ تومى أول مصنع للشكولاته في مصر في مدينة الإسماعيلية تحت اسم شيكولاتة رويال. نظراً لكثرة الجاليات الأجنبية بها وتمركز قوات الاحتلال الإنجليزي فها.
مصنع كورونا
وأشارت إلى أن تومي قرر التوسع في صناعة الشيكولاتة لتصل إلى جميع أنحاء القطر المصري بأن يكون للشركة مقراً رئيسياً. فاشترى في عام 1940 أرض فضاء بشارع ترعة المحمودية بجوار مصنع نادلر. وهو مصنع صغير لصناعة البونبوني والأرواح، وما لبث أن شارك صاحبه ليكونا معًا مزيجًا مختلفًا من الحلوى. و تحول اسم المصنع من رويال إلى كورونا لتصبح فيما بعد أهم مصنع حلويات في مصر على مدار القرن العشرين.
وأوضحت أن خريستو اختار عماله وموظفيه بنفسه وبعناية شديدة جدًا، موفراً لهم كل أسباب السعادة. لقناعته بأن عجينة الشكولاته حساسة جغدا تلتقط مزاج من يصنعها، وحتى تكون جاذبة للسعادة والمرح. فأنشأ لعماله وعائلاتهم ملعباً لممارسة الرياضة، كما أنشأ لهم سينما رويال، وسينما ستراند، موزعًا عليهم تذاكرا مجانية. وأيضاً قام بتوزيع صناديق كبيرة تحتوى على جميع منتجات كورونا في جميع العطلات والأعياد والمناسبات.
ولفتت إلى أن تومى خرستو اتخذ من الغزال البري شعاراً لشركته. تخليداً لذكرى تعلقه بغزال كان يأتي دائمًا بجوار ملعبه مات نتيجة لتصويب كرة قوية أثناء احدى المباريات جاءت في بطن الغزال فأردته قتيلا.
تأميم الشركة
وفي عام 1963، صدر قرار رئاسي بتأميم كورونا ونادلر لتؤول ملكيتها للحكومة المصرية. وتندمج العلامتان تحت اسم شركة الإسكندرية للشيكولاتة.
وكانت النتيجة أن عانت الشركة بعض الوقت من عدم جودة منتجها. نظرًا لارتباط الخلطة السرية بصاحبها التي ولم يعرفها إلا القليلون من الشركة. وعلى رأسهم شخص يدعى ذكي المصري، الذى كان على معرفة بالخلطة السرية للشركة. فكان سببًا رئيسيًا في استمرار الشركة في ريادته.
وفي مطلع القرن العشرين قررت الحكومة المصرية بيع الشركة، وفي عام 2000 آلت ملكية العلامة التجارية والشركة إلى مجموعة شركات سونيد حتى الآن.