حوارات و تقارير

روايات مروعة.. ماذا يحدث داخل “فيلق المقاتلين الأجانب” في أوكرانيا؟

أسماء صبحي
 
يستمر توافد المتطوعين من أكثر من 50 دولة على أوكرانيا لقتال القوات الروسية وهو ما يعرف بـ “فيلق المقاتلين الأجانب”، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت مغادرة العشرات منهم، وهو الأمر الذي يعود، بحسب شهادات المتطوعين إلى أوامر تلقوها من قبل القوات الأوكرانية بخصوص التعامل مع أسرى الحرب الروس، بالإضافة إلى بنود العقود التي يتوجب عليهم توقيعها للانضمام لفيلق المقاتلين الأجانب.
 
وأعلن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، خلال اليوم الرابع للغزو الروسي لبلاده، تأسيس “فيلق دولي” أجنبي للمتطوعين من الخارج، وقال في بيان حينها إن أمراً كهذا “سيكون الدليل الرئيسي على دعمكم لبلدنا”.
 

مكاتب استقبال

وعند دخول أوكرانيا من خلال المعابر البرية في بولندا، ستجد مكاتب تنتمي لإدارة هذا الفيلق، ومهمتها هي استقبال هؤلاء المتطوعين ونقلهم إلى داخل أوكرانيا، ولم تعلن تالحكومة الأوكرانية عن أعداد المتطوعين الذين انضموا بالفعل للفيلق حتى الآن، ولا عن حجم الخسائر في صفوفهم، بالرغم من أن مجموعات منهم تقاتل على الخطوط الأمامية الأكثر صعوبة بحسب ما أكد دميان مارغو المتحدث باسم الفيلق.
 
وأظهرت التقديرات، أن عدد المتطوعين يتجاوز الـ 20 ألفا، غالبيتهم من دول الناتو، إلا أن جزءً منهم رفض توقيع العقد الذي ينص على إلزام المتطوع بالبقاء حتى انتهاء الحرب.
 

خلايا نائمة

وقال أحد المتطوعين ويدعى “ريس بيرن”، إنه رفض توقيع العقد أو تسليم جواز سفره لقوات الأمن الأوكرانية، وهو ما دفعهم للاشتباه بأن يكون جاسوسا روسياً، قبل أن يتم التأكد من حقيقة وضعه ونقله من مدينة لفيف إلى موقع عسكري غربي العاصمة كييف.
 
وتخشى القوات الأوكرانية تسلل خلايا تعمل مع الجيش الروسي إلى المناطق الغربية من البلاد، حيث قال دميان ماغرو المتحدث باسم فيلق المقاتلين الأجانب، إنهم يعتقدون بالفعل بوجود خلايا نائمة في لفيف وغيرها من المدن الغربية.
 

أسلحة أمريكية

ويمتلك ريس خبرة عسكرية اكتسبها نتيجة مشاركته في “الفيلق الأجنبي” العامل ضمن الجيش الفرنسي، ونظرا لذلك تم تكليفه بتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام السلاح.
 
وأضاف أن مقاتلا بريطانيًا آخر يمتلك خبرة في الأسلحة الثقيلة، تم تكليفه بتدريب الجنود على استخدام أسلحة أمريكية كانت قد شحنت من فرنسا قبل أيام من وصوله، وليس للأوكرانيين خبرة في التعامل معها.
 
أما عن صديقه الآخر، وهو بريطاني من مقاطعة “كنت” جنوبي إنجلترا، يدعى مات سبيدينغ، فقد كلف بالعمل كمسعف قتالي؛ حيث أُرسل إلى قاعدة عسكرية غير معلنة، لتدريب الجنود وتوفير الرعاية الطبية لهم.
 

قتل ميداني

وأوضح ريس، أنهقرر مغادرة أوكرانيا، بعد الأوامر التي تلقاها في حال اعتقال أو استسلام أي جنود روس خلال المعارك، قائلًا: “إجراءات عملنا في الميدان كانت تنص بالأساس على أن أي جندي أو شخص روسي يستسلم ويتم أسره، يصبح سجين حرب، ربما نستفيد من المعلومات التي لديه”.
وأضاف: “ذلك تغير، إذ تم إخبارنا بألا نتبع هذا الإجراء مع أسرى الحرب، وأمرنا بقتلهم في الميدان سواء استسلموا أم لا، وهذا يعني أنه عندما يخرج أي جندي روسي رافعا يديه في الهواء وملوحًا بالعلم الأبيض، يجب علينا قتله”.
 
وكما قال المسعف البريطاني مات، إنه شهد خلال فترة وجوده في أوكرانيا ضرب قواعد عسكرية كانت تضم متطوعين بريطانيين، مؤكدا أن خسائر وقعت في صفوفهم، وهو الأمر الذي أكده أيضا متطوع بريطاني آخر كان موجودا في أحد القواعد التي قصفت وكان تضم مجموعة من المتطوعين، قبل أن يعود إلى بريطانيا.
 
وقال متطوع بريطاني آخر رفض الكشف عن اسمه، أنه تلقى ورفاقه أيضا أوامر بعدم الإبقاء على أي أسير روسي، مشيرًا إلى أن السبب وراء ذلك يعود لعدم قدرة القوات الأوكرانية على الاحتفاظ بالأسرى مع ما يتطلبه ذلك من ترتيبات يصعب القيام بها في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
 

نفي أوكراني

ومن جانبه، رفض المتحدث باسم فيلق المقاتلين الأجانب، داميان مارغو، الاتهامات التي قالها المتطوعون الأجانب الذين غادروا أوكرانيا بشدة؛ خاصة تلك المتعلقة بمعاملة الأسرى الروس، والتي يمكن تصنيفها على أنها جرائم حرب.
 
وقال مارغو، إنهم يعاملون أسرى الحرب معاملة حسنة وفقا لما تنص عليه القوانين الإنسانية، وإن الجانب الآخر (روسيا) هو من يخرق اتفاقية جنيف.
 
وأعرب عن استغرابه “أن يعطي فرد أمرًا كهذا، فنحن نعلم جميعا أنه لا يجوز قتل سجناء الحرب. ولو أعطى شخص أمرا كهذا، سأكون مهتماً بمعرفة من هو، وأؤكد لك أنه سيتم التعامل معه وإحالته إلى التأديب وتحويله إلى محاكمة عسكرية كما ينبغي أن يحدث”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى