عمود سيزوستريس الأول.. يجسد علاقة الملك بالآلهة في مصر القديمة
أسماء صبحي
كان الملك سيزوستريس الأول (سنوسرت الأول) ثاني ملوك الأسرة الإثني عشر (المملكة الوسطى). ووصل إلى العرش بعد وفاة والده الملك أمنمحات الأول، وحكم مصر حوالي 34 عامًا
عمود سيزوستريس الأول
تقول بولين نعيم، الخبيرة في التاريخ المصري القديم، إن عمود سيزوستريس الأول صنع من الحجر الجيري. وربما كان عنصرًا في كنيسة صغيرة أو معبد سيزوستريس الأول. وتم العثور عليه في محكمة الكرنك (بين عامي 1903 و 1904 م) ولكنه معروض الآن في المتحف المصري بالقاهرة.
وأضافت نعيم، أنه على الجوانب الأربعة للعمود، نرى الملك يحتضن من قبل آلهة مختلفة لم تكن دينية فقط ولكن لها سبب سياسي. وهو أن هذه الآلهة تعطي الشرعية للملك للحكم. كما يمكننا أن نرى على الجوانب الأربعة علامات هيروغليفية أنيقة منقوشة في أعمدة حول تماثيل الآلهة مع ذكر أسمائهم وألقابهم وأماكن نشأتهم أو عبادتهم.
وصف العامود
وتابعت بولين: “وجدنا على كل الجوانب اسم الملك منقوشًا على كارتوش ملكي واسم صقره. على الجانب الأول من العمود، نرى الملك يرتدي غطاء الرأس مع لب جوز الهند من الجانب الأمامي وتحتضنه الإله بتاح (إله ممفيس) مرتديًا لباسًا ضيقًا ولحية إلهية”.
وأشارت إلى أنه على الجانب الآخر، نرى الملك يرتدي التاج المزدوج ويحمل صولجانًا. ويحتضنه الإله حورس (إله إدفو) ويضع يده خلف رأس الملك ومن ناحية أخرى يمسك ذراع الملك.
وقالت: “على الجانب الثالث، نرى الملك يرتدي التاج المزدوج وأيضًا يحتضنه الإله أتوم (إله هليوبوليس) الذي يرتدي التاج المزدوج واللحية الإلهية. كما يرتدي كل من الملك والإله رداء كتف واحد وياقة”.
واستطردت: “على الجانب الرابع والأخير من العمود، نرى الملك يرتدي التاج الأحمر ويحتضنه الإله آمون (إله طيبة) الذي يرتدي التاج المزدوج الريش. ويمنح علامة الحياة للملك ويضع يده على كتف الملك”، مشيرة إلى أن الملك كان يرتدي أغطية رأس مختلفة وأزياء مختلفة تضفي تفاصيل زخرفية غنية على العمود.