حوارات و تقارير

صيد الصقور”.. رحلة شباب قبائل مطروح في دروب الصحراء

محمد بخات

وحش فوق السحاب وسيد في السماء وملك الصيد الجارح وأحد أهم صور الحياة البدوية ورمزا من رموزا هو “الصقر الشاهين” والتى يعد صيدها حلم من أحلام الشباب الذين يبحثون عن تحقيقه.

يقول إبراهيم سلومة من أهالى مطروح، إن صيد الطيور الجارحة يبدأ فى شهر نوفمبر ويكون فى الصحراء، حيث تأتى هذه الطيور مهاجرة من دول أوروبا فى طريقها إلى بعض دول جنوب أفريقيا فى موسم التزاوج، وتمر على مطروح وصحراء مصر الغربية عبر ساحل البحر المتوسط إلى الصحراء من خلال ثلاثة ممرات رئيسية الأول فى المنطقة الواقعة بين العلمين وسيدى عبدالرحمن، والثانى بين منطقة الضبعة ومطروح، والثالث فى المنطقة التى تقع بين مدينة النجيلة والسلوم، وتعبر الطيور الجارحة فى اتجاه الصحراء الغربية، حتى تدخل فى عمق الصحراء، متجهه ناحية الجنوب، وتقع فى قبضة الصيادين عندما ترى فريستها، خلال بحثها عن الطعام من فرط الجوع.

 

أنواع الصقور

 

“الصقور أنواع كثيرة”.. بهذه الجملة عبر مستور بوشكارة، من أهالى الضبعة عن تعدد الصقور، مستكملا “هناك الشاهين والصقر والكراك، كما أن الشاهين فصائل عديدة، وهناك طيور يتم صيدها ويبيعها أصحابها بمبالغ باهظة تصل إلى نصف مليون جنيه، وهناك أنواع مميزة يتجاوز سعرها ذلك، ويتحدد سعرها حسب الحجم والعمر واللون، وأن يكون الشاهين أو الصقر سليم، خالى من العيوب، فالريشة الواحدة، إذا فقدها، تؤثر على قيمته وسعره ويخسر كثيرا”.

 

ويضيف عبد الرحمن صالح، أحد هواة الصيد من أهالى مطروح، أن صيد “الشواهين” له استعدادات كبيرة، كما أن الصيد خبرة، ولا يستطيع أحد صيدها إلا إذا كان ذو خبرة، فى الصحراء، وخرج من قبل عدة مرات، كى يعرف أصول التعامل معه، لأنه له تجهيزات واستعدادات معينة، ولا يتم صيده فى أى مكان.

وأضاف صالح أن رحلة صيد الشواهين أو الصقور يجب أن تكون في مجموعة من ثلاثة إلى أربعة أشخاص، قائلا “نقوم باحضار بيت “خيمة” وطعام وشراب، وجراكن مياه، وبعض المؤن والأغراض التى نحتاجها معنا فى الصيد، ونغادر متجهين إلى منطقة بعيدة، فى عمق الصحراء، وممكن تصل إلى ما بين 40 وحتى 100 كيلو داخل الصحراء، جنوب مطروح أو العلمين أو فى مكان آخر، ونصل هناك ونقيم عدة أيام فى منطقة خالية من البشر تماما”.

 

وتابع “الصقور تأتى من رحلة طويلة فى موسم هجرتها، ونضع شراك فوق ظهر حمامة صغيرة “زغلول” من نوع معين، مربوطة بحبل على الأرض وسط الصحراء أو فوق “كبوت” سيارة ربع نقل، ونجلس بعيدا نتابع الصيد طوال النهار، وفى النهاية الصيد رزق، وممكن أن تمر الصقور ونصطاد وممكن أن نجلس فى الصحراء شهرا كاملا، ولا نصطاد شىء، وهذا يحدث كثيرا، وعندما يحلق الصقر فى السماء، ويرى الحمامة من بعيد، يهبط عليها ليأكلها، ولا يعرف أن القدر فى انتظاره، فيتم الإيقاع به بعد أن تدخل مخالبه فى الشباك أو ما يسمى بـ “الشرك” ويسحبها الصياد فور سقوطه في هذا الفخ، ويتم الإمساك به”.

 

“التعامل مع الشاهين عقب صيده حرفة”.. هكذا عبر صافى المالكى، من هواة الصيد بقرية الزيات بمطروح، مضيفا “أول شىء تفعله فور امساكك بطير شاهين أو كراك، تقوم برشه بالمياه فى وجهه حتى لا يموت من الخضة، فالطيور الحرة تحدث لها صدمة عندما يتم صيدها، كما نقوم بوضع غمامة على عينه، ومن هنا يهدأ وهناك من يحتفظ به بغرض الاستفاده منه فى صيد الطيور، والبعض يقوم بعرضه وبيعه من خلال سماسرة متخصصين فى تجارة الطيور الحرة”.

 

واستطرد المالكي “يحرص أهالى مطروح من عاشقى اقتناء الصقور على تدريب الصقر وتستمر عملية التدريب عدة شهور وهذا يعود لمدى خبرة، صاحبه فى التعامل معه، ويبدأ فى تدريبه على صيد ألذ أنواع الطيور التى تؤكل، وهى الكروان، والحبارى، وهى من الطيور التى يصعب صيدها، ولا يستطيع الصياد الإمساك بها، إلا إذا كان لديه فرخ شاهين مدرب على أعلى مستوى من المهارة فى المطاردة والتحليق والمراوغة والسرعة كى يتمكن من الصيد والامساك بهذه الطيور والتى تعد من أطعم الطيور الصحراوية التى يتناولها الإنسان.

 

متعة وصيد

يعد موسم صيد الصقور بأنواعها هو موسم هام ينتظره أهالى مطروح خاصة الشباب وهواة الصيد، ويستعدون له جيدا ويعسكرون له فى الصحراء أيام عديدة، ويعيشون خلال هذه الرحلة يأكلون ويشربون فى الصحراء على ركية النار “الحطب” فى حياه طبيعية يعشقها الصيادون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى