خبيرة في التراث تروي قصة اغتيال العالم المصري سمير نجيب
أسماء صبحي
يعد عالم الذرة المصري سمير نجيب أحد من قضوا نحبهم من أجل حبهم لوطنهم. شاهد العالم نبوغه في مجال الذرة في سن صغيرة٬ وكان ضمن الفوج الأول للمشروع النووي المصري في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. ونظراً لنبوغه رشح لمنحة للولايات المتحدة بعد أن تخرج من كلية العلوم بجامعة القاهرة. وعمل تحت إشراف أساتذة الطبيعة النووية والفيزياء وسنه لم يتجاوز الثالثة والثلاثين.
عبقرية الدكتور سمير نجيب
وتقول علياء داود، الخبيرة في التراث، إن الدكتور سمير نجيب أظهر عبقرية كبيرة خلال بحثه الذي أعده في أواسط الستينات -خلال بعثته إلى أمريكا-. لدرجة أنه فرغ من إعداد رسالته قبل الموعد المحدد بعام كامل.
وأضافت داود، أن جامعة ديترويت الأمريكية كامت قد أعلنت عن مسابقة للحصول على وظيفة أستاذ مساعد بها في علم الطبيعة. وتقدم لهذه المسابقة أكثر من مائتي عالم ذرة من مختلف الجنسيات. وقد فاز بها الدكتور سمير نجيب وحصل على وظيفة أستاذ مساعد بالجامعة، وبدأ أبحاثه الدراسية التي حازت على إعجاب الكثير من الأمريكيين.
وتابعت: “كالعادة بدأت تنهال على الدكتور العروض المادية لتطوير أبحاثه. ولكنه خاصة بعد نكسة يونيو 1967 شعر أن عليه العوده إلى وطنه في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها مصر وقتها. وصمم العالم على العودة وحجز مقعداً على الطائرة المتجهة إلى القاهرة يوم 13/8/1967. وما إن أعلن د. سمير عن سفره حتى تقدمت إليه جهات أمريكية كثيرة تطلب منه عدم السفر. وعرضتْ عليه الإغراءات العلمية والمادية المتعددة كي يبقى في الولايات المتحدة”.
اغتياله
وأشارت الخبيرة في التراث، إلى أن الدكتور سمير نجيب رفض كل الإغراءات التي عرضتْ عليه. وفي الليلة المحددة لعودته إلى مصر، وفي مدينة ديترويت. وبينما كان الدكتور سمير يقود سيارته وفي الطريق العام فوجئ الدكتور سمير نجيب بسيارة نقل ضخمة. ظن في البداية أنها تسير في الطريق شأن باقي السيارات”.
وأوضحت أن شهود العيان الذين رأو الحادث أثناء مرورهم بالطريق في ذلك الوقت. أكدوا أن السيارة المذكوره في الحادث، وهي سيارة الدكتور نجيب انحرفت إلى جانبى الطريق. لكنه وجد أن السيارة تتعقبه وفي لحظة مأساوية أسرعت سيارة النقل ثم زادت من سرعتها واصطدمت بسيارة الدكتور الذي تحطمت سيارته ولقي مصرعه على الفور. وانطلقت سيارة النقل بسائقها واختفت، وقيّد الحادث ضد مجهول. وفقدت الأمة العربية عالماً كبيراً من الممكن أن يعطي بلده وأمته الكثير في مجال الذرة.