وطنيات

العقيد لطفي العكاوي.. أدار أول عملية فدائية بعد نكسة 67

العقيد لطفي العكاوي من مواليد مدينة العريش عام 1918، ولد لعائلة مصرية، والتحق بالعمل بجهاز الشرطة وكان عمرة 17 عامًا. استمر في الترقي حتى عمل مأموراً لنقطة شرطة “إيلات” والتي كانت تعرف باسم “أم الرشراش”.

تمتد فترة الخدمة التي قضاها لطفي العكاوي داخل حدود فلسطين إلى نحو عشرون عاماً. وتذكر الوثائق أنه انضم للعمل مع القيادة المصرية بعد أن أصبحت لها السلطة على قطاع غزة عام 1948. واستمر في أداء مهامه هذه كقائد لقوات الشرطة بقطاع غزة.

الفارس الأحمر

في أواخر عام 1954 بعد أن توالت هجمات العدو الاسرائيلي وتخريبه للأراضي الفلسطينية. قررت مصر تشكيل تنظيم للفدائيين فأرسلت واحداً من أهم رجالها هو العقيد ” مصطفى حافظ” وهو من اشتهر بعد ذلك في ملفات الاستخبارات باسم “رجل الظل”. ليقوم بإنشاء هذه التنظيمات والخلايا التي استهدفت عمق العدو الصهيوني. ونجحت في تكبيده خسائر موجعة جعلت من حكومة الصهاينة تضحي بمئات الآلاف من الجنيهات لنيل رقبته هو ومعاونيه. خاصة ذراعه الأيمن والمسئول عن العمل الميداني والتنفيذي العقيد “لطفي العكاوي”. و هو من استعان به العقيد ” مصطفى حافظ” ليقوم بعمليات تجنيد الفدائيين وتدريبهم والقيام بالعمليات الفدائية داخل عمق الكيان الصهيوني.

استطاع رجل الظل العقيد مصطفى حافظ، والفارس الأحمر العقيد لطفي العكاوي لسنوات وسنوات في بث الرعب داخل صفوف الإسرائليين. وسجلت ملفات المخابرات العامة المصرية والتي كانت لا تزال في مهد تكوينها الكثير من العمليات التي نجح “لطفي العكاوي” في تنفيذها. بداية من عمليات زراعة العبوات الناسفة وتفخيخ الطرق لمسافات تراوحت إلى ما بين 20 إلى 40 كم داخل مستعمرات العدو الصهيوني. وحتى عمليات استهداف وخطف الجواسيس المتعاملين مع هذا الكيان الغاشم.

في عام 1956 شنت القوات الإسرائيلية حملة ضارية استهدفت القبض على العقيد “لطفي العكاوي” أو تصفيته. بعد أن فشلت مؤامراتهم في قتله حتى أنهم استهدفوه من خلال عملية اغتيال استخدم فيها عميل مزدوج هو “سليمان الطلاع”. أو ما تشير إليه ملفات المخابرات باسم “طلالقة” والذي لا يزال حياً حتى الآن ويعيش بقطاع غزة. لكن العملية باءت كالكثير من عمليات الموساد الإسرائيلي بالفشل الذريع. حيث لم يتحقق هدفها لكنها أدت إلى استشهاد العقيد ” مصطفى حافظ” وبعض معاونيه الآخرين.

محاولة اغتيال العقيد لطفي العكاوي

من بطولاتة كان هناك خط سكة حديدية يربط بين مصر وقطاع غزة يمر عليه قطار للبضائع ينقل المؤن والذخائر إلى أهل القطاع. وقد سعى العدو الصهيوني لتدمير هذا الخط لكن “لطفي العكاوي” ورجاله استطاعوا تأمينه. بل واستخدموا أسلوب “عربة الكشف” تسير قبل القطار يركبها هو وزملائه لتبين إذا ما كان هناك أي ألغام أو عبوات ناسفة على الخط الحديدي.

استمر عملة و نضالة في قطاع غزة حتي قامت حرب 67. وشارك وأدار أول عملية فدائية بعد نكسة 67، وهي العملية التي هزت الجيش الإسرائيلي. والتي عرفت باسم “عملية موقف الأتوبيسات تل أبيب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى