الشعر المصري البدوي وانتصارات أكتوبر
كتب / حاتم عبدالهادي السيد
ومن الأمثلة التى نسوقها من ديوان الشعر البدوى قصيدة للشاعر (سلمى الجبرى) أحد شعراء سيناء، حيث يصف حال أبناء سيناء بعد انسحاب الجيش المصرى عام 1967م وفيها يدعو المواطنين إلى الصبر وعدم الخوف لأن الأمل قادم لا محالة، بل وهو هنا يدعوهم لمحاربة الاستعمار حتى آخر قطرة فى دماء أبناء سيناء من البدو والحضر، يقول :
وسرنا ندادى ومشينا بالقيولة
ونخاف فيك عقب ما أنت لنا دار
فيك عدو الله رابط خيوله
والله ما يرضى بك عند كفار
سيناء ما عادت ردصا بالسهولة
إن ما غزاها يوم قد ألف طيار
إن ما غزاها سرب من كل دولة
وجيوش من فوق مجنزرات تقذف النار
لما دخنها يصير مثل الثعولة
يا نموت يا نعيش فى عز وأحرار
والخوف ما طول أعمار النذولة
دون الوطن كلنا جنود وثوار
ثم يصف لنا الشاعر البدوى الثورة والانتصارات ويشيد بجهود الثوار ورجال الجيش فى اعادة الحياة للمصريين فيصفهم بأنهم وقود النور والنار وأنهم ناضلوا من أجل تحرير الانسان ومن أجل الكرامة الوطنية يقول ::
ذكرت فعل جيوشنا يوم الأخطار
جيوشنا فى الملاقى عنيدين
جيوشنا أبطال الأدوار الأطوار
وتشهد لهم القناة فى حروب كثيرين
ورجال سينا وقود النور والنار
ناضلوا للتحرير وكانوا قديرين .
ثم يصف شاعرنا تكاتف أبناء سيناء مع رجال القوات المسلحة فى حرب الشجاعة التى أدت إلى رضوخ المستعمر وانسحابه من مصر يجرجر أذيال الخيبة والندم أمام إصرار القيادة المصرية بزعامة الرئيس البطل/ جمال عبد الناصر فنراه يقول:
عهد التكاتف فى الوفا والشجاعة
لأبطالنا وجيش مصر العتيدى
لا يرضخ جيشنا لمن هو يريد الطماعة
وقادته من ساسة من قديم تكيدى
وتشهد أرض سيناء لأهل الوفا بالشجاعة
جيش الوطن قدم الدرس لكل باغ عنيدى
وهذا هو الشاعر/ حامد أبو إبراهيم من شعراء البادية يبعث بتوجيهات خاصة للبدو والحضر المقيمين على أرض سيناء لتثبيت الإرادة الوطنية لديهم، وأن مصر تمتلك من الصواريخ والعتاد ما يجعل أى قوة صهيونية تخشى بأس جنودنا البواسل حيث يقول ::
على جناح الطير لأبعث مراسيل
لأهل العقول اللى تقدرن جوابى
لرجال سينا معزة الركب والخيل
يا صابرين على الشقا والعذابى
ابشروا بالخير لازاود الكيل
نطلع لجيوش العدا من الطوابى .
ويتجلى الشعر البدوى واصفاً جهاد أبناء سيناء وصمودهم، كما يصفهم بأنهم عيون الجيش لأنهم كانوا يساعدون قواتنا المسلحة، ويدلونهم على المسالك الممهدة فى الصحراء، كما كانوا يعملون عيوناً للجيش وللإدارة المصرية ضد المحتل الغاشم، يقول شاعرهم/ سليمان عياط :
وفى أرض سينا ريح الأصالة بيشتم
والرجال كما خاضوا من أمور قهورة
وفى محنة الاحتلال أعز وأعظم
والرجال على طلب المعالى صبورة
ويوم أظلم ليل الاحتلال وأعتم
كانوا حتى الصبح يوم شع نوره
عيون الجيش ليالى الحزن والهم
وجنود العمار فى ربوع الوطن باروده
هذا ولقد تجلى شاعرنا/ حماد أبو محمود فى وصف رجال قواتنا المسلحة فى دفاعهم المستميت عن أرض سيناء، وفى الكر والفر، واصفاً مصر بأنها درع الوطن العربى، وهذا دليل على حب أبناء سيناء للتراب الوطنى ودفاعهم عن الوطن، يقول :
سميت باسم الله وخطيت بالعود
من بعد فرقات الليالى الطويلة
واليوم فى الميدان ليكون يوم مشهود
واللى بيظهر من بنات الشعيلة
وحفظى من ركوب الخيل واعد ومن رب موعود
وديما مع الأجواد يعمل نفيلة
وجوده منين ما يجود بيرسم جود
وجوده بيظهر فى السنين المحيلة
واللى بدا بالجود والخير ما يجود
والخير من اللى دوم حاير دليله
ومن خيركى يا مصر تعطى بلا حدود
ولا عمرك على المحتاج كنت بخيلة
مصر يادرع الوطن لكى بأذن جهود
وفى الحرب ويا السلم أنتى الدليلة
سلاحكى الإيمان قبل ما يصير بارود
والإسلام بالايمان يصبح تفضيلة
وكم طامع بسلاحكى مرجود
يمسى ويصبح ما يحقق صميلة
ومن عادة الفرسان طارد ومطرود
وأما المدد والعون ربى كفيلة
والخيل بنواصيها الخير معقود
والنصر لكى يا مصر ما فيه حيلة
وصلوا على اللى للشفاعات محمود
محمد رسول الله نال الفضيلة.