وطنيات

ملحمة السويس.. قصة بطولة العقيد مصطفى عبد المنعم الكردي في إحدى أعظم العمليات العسكرية المصرية؟

في صيف عام 1969، سطّر أحد أبطال القوات المسلحة المصرية ملحمة من بطولات الصمود والعزيمة في مدينة السويس، حين قاد العقيد مصطفى عبد المنعم الكردي عملية عسكرية دقيقة داخل منطقة شديدة التحصين تابعة للعدو، ليكتب فصلًا جديدًا في سجل الشرف الوطني.

قصة العقيد مصطفى عبد المنعم الكردي

جاءت المهمة في وقت كانت فيه القوات المصرية تعيد تنظيم صفوفها بعد نكسة 1967، وسط ظروف صعبة وإصرار لا يلين على استعادة الكرامة، تلقى العقيد مصطفى التكليف بقيادة وحدة مدفعية متقدمة لتنفيذ ضربة نوعية ضد هدف معادٍ محصن على مقربة من قناة السويس، في منطقة تُعرف باسم المثلث، وهي واحدة من أكثر النقاط سخونة على الجبهة آنذاك.

تحركت الوحدات المصرية في سرية تامة نحو موقعها الميداني في إحدى ليالي يوليو، تحت إجراءات أمنية دقيقة أشرفت عليها الشرطة العسكرية، ووسط تنسيق كامل بين عناصر المراقبة والاستطلاع ومع حلول الليل، كانت القوات جاهزة لتنفيذ المهمة.

وبمجرد صدور الأوامر، نفذت الوحدة المصرية ضربتها بإحكام شديد، لتصيب هدفها مباشرة وتحقق المهمة بنجاح باهر، ما أحدث أثرًا نفسيًا ومعنويًا ضخمًا في صفوف العدو، الذي فوجئ بدقة التخطيط المصري وقدرته على الوصول إلى مواقع محصنة بعملية خاطفة ومحكمة.

في صباح اليوم التالي، أكدت تقارير الاستطلاع أن العملية حققت أهدافها بنسبة كاملة، وأن الموقع المعادي لم يعد قادرًا على العمل لم يكن النجاح مجرد نصر ميداني، بل كان إعلانًا عن عودة الروح القتالية المصرية، ورسالة بأن الجيش المصري قادر على الرد في الوقت والمكان المناسبين.

ظل اسم العقيد مصطفى عبد المنعم الكردي محفورًا في ذاكرة العسكرية المصرية كبطل من طراز خاص، آمن بأن الشجاعة ليست غياب الخوف، بل الإصرار على أداء الواجب رغم وجوده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى