“موسى بن نصير” فاتح الأندلس.. نسبه ونشأته وفترة ولايته
أسماء صبحي
موسى بن نصير هو أبو عبد الرحمن موسى بن نصير بن عبد الرحمن زيد، نشأ في دمشق. ثم أوكل إليه معاوية مَهمّة فتح البحر فوصل إلى قبرص وبنى فيها حصونًا ضخمة. كما قال عنه الذهبي: “الأمير الكبير أبو عبد الرحمن اللخمي متولِّي إقليم المغرب وفاتح الأندلس. قِيلَ: كان مولى امرأة من لخم وقيل ولاؤه لبنيِّ أميَّة وكان أعرج مهيبًا ذا رأي وحزمٍ”.
ولد موسى بن نصير عام 640 وتوفِّي عام 716م، حكم ولاية شمال إفريقيا في خلافة الوليد بن عبد الملك. كما ينسب إليه فتح الأندلس مع طارق بن زياد، ونستعرض في السطور التالية أصل موسى بن نصير وولايته لإفريقيا.
أصل موسى بن نصير
هناك الكثير من الروايات التاريخية التي تحدَّثت عن أصله، وقد اختلفت هذه الروايات في نسب موسى وأصله. فبعض الروايات تقول إنَّ والده من قبيلة لخم وهو من موالي هذه القبيلة. عمل في حرس معاوية بن أبي سفيان في الشام. وقيلَ كان أحد عناصر الشرطة عند معاوية بن أبي سفيان في فترة خلافة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما-.
بينما تقول روايات أخرى إنَّ أصله يرجع إلى قبيلة بكر بن وائل العربية المعروفة. وأنَّ نصير والد موسى هو أحد الأسرى الذين قام خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بأسرهم في معركة عين تمر عام 12 للهجرة.
تشير روايات أخرى إنَّ أصله يرجع إلى منطقة اسمها أراشة. من قبيلة اسمها بلي في جبل الخليل في الشام. أُسِرَ والده في خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وكان اسمه نصرًا وتمَّ تصغير اسمه فسمِّي نصير.
ولايته لإفريقيا
في زمن خلافة الوليد بن عبد الملك ولَّى والي مصر آنذاك عبد العزيز بن مروان موسى بنَ نصير على ولاية شمال إفريقيا. ليخلف في ولاية إفريقيا حسان بن النعمان، وقد اختلفت الأقوال حول العام الذي ولِيَ فيهِ موسى بن نصير ولاية إفريقيا. فقيل عام 78هـ وعام 86هـ وعام 89هـ، وكان سبب توليته هو إخماد الثورات التي قامت ضد الخلافة الأموية.
تمكن موسى من ضبط إفريقيا وإخماد الثورات التي قام بها البربر. كما استطاع أن يسترجع المناطق التي أخذها البربر من المسلمين، وأرسل الغنائم إلى والي مصر عبد العزيز بن مروان.
وخلال فترة ولايته على شمال إفريقيا أيضًا استطاع موسى بناء أسطول بحري ضخم، فأرسل ابنه عبد الله لغزو جزر البليار. وفتح ميورقة ومنورقة الواقعة قبالة السواحل الإسبانية، كما فتح صقلية وطنجة. واستولى على كامل المغرب العربي باستثناء مدينة سبتة التي كانت تحت حكم يوليان الذي كان مدعومًا من دولة القوط الموجودة في شبه الجزيرة الإيبيريَّة والذي تحالف مع موسى لاحقًا ضد القوط أثناء فتح الأندلس.