وطنيات

محمود عبد الباري.. ضابط شاب كتب بدمه فصلاً من بطولات أكتوبر المجيد

في صباح السادس من أكتوبر، حيث ارتفعت رايات النصر فوق رمال سيناء، وقف الملازم أول محمود حسن عبد الباري شامخًا في موقعه، حاملاً حلم الثأر وعشق الوطن، وكان أحد أبناء الكلية الحربية الذين تخرجوا حديثًا، واختار الانضمام إلى سلاح الصاعقة رغم تحذيرات قريبه الرائد غريب عبد التواب، الذي نصحه باختيار سلاح أقل خطورة، لكن قلب محمود كان يعرف طريقه نحو المجد.

من هو محمود عبد الباري

منذ لحظة انضمامه إلى سلاح الصاعقة، أظهر الشاب تفوقًا استثنائيًا في التدريب والرماية، فحقق المركز الأول بين زملائه، وتم اختياره لتنفيذ مهام خاصة خلف خطوط العدو، نجح في كل ما كُلف به بدقة وشجاعة، فلفت أنظار قياداته، وأصبح من أبرز ضباط وحدته.

ومع انطلاق حرب أكتوبر، كان محمود في قلب المعركة، يقود فصيلة تابعة لسرية الشهيد محمود منصور، بمهمة خطيرة هدفها تعطيل احتياطي مدرعات العدو ومنعها من دعم قواته الأمامية، ورغم شراسة النيران، قاد رجاله بثبات نادر، ونجح في إيقاف تقدم الدبابات الإسرائيلية، محدثًا خسائر جسيمة في صفوفها.

أصيب محمود في جبهته، لكن الجرح لم يثنه عن القتال، بل زاده إصرارًا، ظل يقاوم ببسالة حتى أصابته دانة مدفع في كتفه، لكنه واصل توجيه جنوده حتى آخر لحظة في حياته، سقط البطل مضرجًا بدمائه على أرض المعركة، بعد أن أتم مهمته كاملة، تاركًا إرثًا خالدًا من الشجاعة والفداء.

وقبل استشهاده، بلغه خبر استشهاد قريبه الرائد غريب عبد التواب، فاشتعلت في قلبه رغبة مضاعفة للانتقام والثأر للوطن ولدماء قريبه، فقاتل حتى الرمق الأخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى