تاريخ ومزارات

شيدها الغوري…قلعة العقبة أشهر طرق الحج المصري القديم

دعاء رحيل

 

تقع قلعة العقبة في جنوب بلدة العقبة، لاصقة بها من جهة الشرق، وهي على نحو ۵۰ مترا من شاطئ الخليج في سفح جبل عظيم يفصل خليج العقبة عن الحجاز، وفي منحدر هذا الجبل كان الحج المصري ينصب خيامه عند نزوله بالعقبة، وفيه تعسكر الآن جنود الدولة العلية عند مجيئها إليها.

 

قانصوه باني القلعة

 

قلعة العقبة على مثال قلعة نخل، مربعة الشكل، مبنية بالحجر المنحوت، وكان على كل ركن من أركانها الأربعة برج، قد تهدم الآن، ولها بوابة عظيمة بقنطرة تفتح إلى الشمال الشرقي، يدخل منها إلى صحن القلعة بدهلیز عظیم معقود بالقناطر، وفي أول

الدهليز عن يمين الداخل وشماله ديوانان مبنيان بالحجر، قد نقش على جدرانهما وواجهة البوابة بأحرف ناتئة كبيرة اسم باني القلعة ومرممها، أما باني القلعة فهو السلطان قانصوه الغوري، الملك الذي قبل الأخير من ملوك دولة المماليك الثانية على مصر، سنة 1501 إلى سنة 1516 وأها مرممها فهو السلطان مراد الثالث سنة 1574سنة 1595.

ويوجد على جدار الديوان الأيمن هذه العبارة: «أمر بإنشاء هذه القلعة المباركة السعيدة مولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري، سلطان الإسلام والمسلمين، قاتل الكفرة والملحدين، محيي العدل في العالمين …

وفي واجهة القلعة على صدغي القنطرة حجران مستديران، نقش على كل منهما هذه العبارة: لمولانا السلطان الملك الأشرف، مراد بن سلیم خان، عز نصره، جدد هذه القلعة»، وفي داخل البوابة إلى يسار الداخل حجران آخران مستديران، قد نقش على كل منهما هذه العبارة: «المولانا السلطان مراد بن سليم عز نصره، جدد هذه القلعة سنة 996ه‍1588.

وفي عام 1906 كانت هذه القلعة متردمة وتحتاج إلى ترميم كثير، وفي داخلها مخازن للحبوب والذخائر، ومخبز للعساكر، وبئر بعيدة الرشاء، وشجرة سدر، وبقيت هذه القلعة المصريين تحميها إلى أوائل سنة ۱۸۹۲م، فسلمت إلى الدولة العلية كما سيجيء

قال صاحب كتاب «درر الفرائده سنة 1548م: «وبعقبة أيلة آبار منها في داخل الخان القلعة واحدة، ماؤها عذب سائغ، من بناء السلطان الغوري مع الخان، وفي الخارج بئران داخل نخل، وماؤها عذب، وهما منهل الحاج، وبئر خارج النخل حيث الفضاء، وماؤها دون ذلك، ويسمونها آبار العرب، وكل من أراد الماء فليحفر من الأرض مقدارا قريبا يرى الماء عذبا أحسن من ماء الآبار، وتختلف الحفائر في العذوبة، فبعضها أحلى من بعض وأعذب، والله أعلم.» ا

قلت: وكان صاحب الدرر – فيما نعلم – أول من سمى المدينة وعقبة أيلة»، الاسم الذي عرف به الجبل العظيم ذو العقبة الشهيرة غربيها، ثم أهمل اسم أيلة وسميت المدينة العقبة»، وسميت عقبة الجبل نفسها «نقب العقبة أو النقب»؛ لأن ملوك مصر نقبوا: أي مهدوا فيها طريقا للحج المصري.

المراجع:

______________________________________

كتاب “درر الفرائده”

كتاب تاريخ سيناء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى