المزيدتاريخ ومزاراتحوارات و تقارير
أخر الأخبار

وسط سيناء.. عبق الشرق الإسلامي

وسط سيناء.. عبق الشرق الإسلامي

سيناء – محمود الشوربجي

وسط سيناء عبق الشرق الإسلامي منطقة التاريخ والآثار لاعتبارها أهم محطة على طريق الحج المصري القديم وعرفت على مر العصور التاريخية ولكنها ازدهرت في العصر الإسلامي.

وفي وسط سيناء مركزين وهما نخل والحسنة ويتبعان إداريًا محافظة شمال سيناء، تشتهر المنطقة ببعض الزراعات الهامة في مناطق عديدة حول المدينتين وكلها على مياه السيول. والتي تغب المدينة في الشتاء وعلى الآبار السطحية أيضاً خاصة في مناطق الخفجة وبئر جريد والتمد والكونتلا.

ومن أهم المحاصيل التي تزرع في شكل مزارع صغيرة هي الموالح والخضروات. ويزرع بها القمح والشعير على مياه الأمطار. بينما تشتهر مساحات من الجزء الشرقي لمدينة نخل بنمو العديد من النباتات الطبيعية والأعشاب الطبية والصحراوية وكلها ترتوي من مياه الأمطار.  كما تشتهر الحسنة في مناطق عديدة بالزراعات الموسمية المعروفة وتسكنها قبيلة الترابين.

قبيلتي التياها والنخالوة

ويسكن مدينة نخل الآن قبيلتي التياها والنخالوة وبعض المقتربين الموظفين والعمال من المحافظات الأخرى في المساكن والأبنية المخصصة لهم بوسط المدينة. قيل بأن سكان مدينة نخل قديماً هم من العساكر غير النظامية الذين كلفوا بحراسة القلعة وهم من المصريين والمغاربة والحجازيين. وأطلق عليهم النخالوة وهي القبيلة الأخرى التي تسكن مدينة نخل أيضاً مع قبيلة التياها سالفة الذكر. أما عن عادات وتقاليد النخالوة قالوا أنها خليط من عادات البدو والحضر.

وفي البلدة نفسها نحو 250 بيتاً ومسكناً ولها شارع واحد عمومي يفصل المدينة نصفين شرقاً وغرباً. وتحتوي على بنايات قديمة من الطوب اللبن ومازالت موجودة إلى اليوم. فضلا عن المنازل الجديدة من الطوب الاسمنتي والتي تعتلي بها الطوابق إلى أربعة وخمس طوابق. وفيها بنايات صغيرة خصصتها الحكومة للمقتربين وهي من بناء المحافظة.

وللمدينة سوق صغير يباع فيه بعض الملابس والأعلاف والحبوب والبقوليات وغيرها من المتاجر. ولكن تفتقر المدينة بكاملها لوجود كل الاحتياجات اليومية فيطلبونها من مدينة العريش أو من السويس. وشرق المدينة مستشفى نخل العام تابعة إدارياً إلى مديرية الصحة بالعريش. وهي مركز طبي صغير يفتقر لجميع الأدوية والأجهزة الطبية، وقسم للشرطة على الطريق العام.

ميدان ومفترق طرق

وعلى يمين الطريق العام على مشارف بلدة نخل محطة بنزين لتموين السيارات ” محطة بنزين التعاون”. وعلى جوارها كافتيريا ومطعم كثيراً من يستريح فيها الحجاج والمعتمرين وتتميز باتساعها ولها مصلى كبير داخل الكافيتريا. بالإضافة إلى حمامات كثيرة للرجال والنساء ، وخارجها سوبر ماركت لبيع المستلزمات الصغيرة. وأمام محطة التعاون ببضع أمتار ميداناً صغيراً مبنياً من الحجر الصخري يعد مركزاً ومفرق لثلاث طرق هامة من السويس غرباً والحسنة شمالا وراس النقب جنوباً. تستريح عنده السيارات الأجرة القادمة من العريش لنقل الركاب من نخل إلى العريش. والتي تبدأ من الصباح الباكر وتنقطع المواصلات عصر كل يوم. ويشكو سكان البلدة من قلة وانعدام المواصلات بينها وبين المدن الأخرى بالرغم من تخصيص المحافظة للمدينة مشروع النقل الجماعي من العريش إلى نخل ولكن يتوقف كثيراً.

 

هذا وانتكست المدينة والقرى المجاورة لها على جانبي مجرى وادي العريش بعد السيل الجارف الذي حدث في شهر يناير 2010 ميلادية والذي تضرر منه كثير من المواطنين في ذلك الحين. والجدير بالذكر أن السيل كشف عن مقابر جماعية للجنود المصريين الذي دفنها الاحتلال الاسرائيلي في حرب 1967 ميلادية. قيل بأن أهالي مدينة نخل شاهدوا رفات جنود مصريين قالوا أنهم استشهدوا في حرب 1967 . ودفنتهم قوات العدوان الاسرائيلي آن ذاك في مقابر جماعية وكشفها السيل الجارف في عام 2010 في قريتة “أم قطف”. وأن قلعة نخل المعروفة ضمت رفات العشرات من الجنود المصريين المرابطين حول القلعة والذي جاء الطيران الحربي الاسرائيلي  في الحرب المنكوبة واستهدفهم جميعاً إلى أن أتت سيول سيناء وكشفت ما غفل عنه الدهر!

“جبانة نخل”  وهي على بعد 20 متراً شمال شرقي قلعة نخل يدفن فيها موتى المدينة والقرى والأحياء التابعة لها ، قيل بأن الجبانة كانت تحتوي على مقابر وأضرحة كان أهل المدينة يزورونها قديماً للتبارك بها ، من الأضرحة من له تاريخ ومنها من ليس له تاريخ يذكر ومازال الأهالي يدفنون موتاهم بها إلى اليوم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى