صناعة الصدف في المنوفية: حرفة أبدعت في القضاء على البطالة وتصدرت الأسواق العالمية
تميزت قرية ساقية المنقدي التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية بحرفة الصدف التي أصبحت علامة بارزة في تاريخها، حيث نجحت هذه الصناعة في القضاء على البطالة داخل القرية، ووفرت فرص عمل لأبناء المنطقة. فمنذ عام 1974، برزت ورش الصدف والأرابيسك في مدخل القرية، لتتحول إلى مركز إنتاج رئيسي تصدر منه المنتجات إلى دول أوروبا والخليج، بالإضافة إلى مختلف محافظات مصر.
تاريخ صناعة الصدف
وفي هذا السياق نوه محمد عدلان، صاحب إحدى ورش تصنيع الصدف بالقرية، أن دخول هذه الحرفة إلى ساقية المنقدي يعود إلى الحاج محمود قوطة، الذي تعلم المهنة في منطقة الحسين بالقاهرة ثم عاد إلى قريته وافتتح ورشة لتعليم شبابها هذه الحرفة. ساهمت هذه المبادرة في رفع اسم القرية وتحقيق شهرتها، حيث أبدع أبناؤها في تطوير الصناعة وجعلها مصدر فخر محلي ودولي.
تصدر ورش القرية منتجات الصدف إلى الأسواق العالمية، خاصة في السعودية وقطر والإمارات، التي تستقبل نسبة كبيرة من المجالس الصدفية الفاخرة. وتستخدم منتجات الصدف في تصنيع المجالس العربي وسفر الطعام والصالونات وأطقم الأنتريهات والمداخل العربي، بالإضافة إلى البروايز الإسلامية وصناديق المجوهرات وأطقم صواني التقديم.
كما أوضح محمد محمود، أحد الحرفيين في ورش الصدف، أن الصناعة تعتمد على خامات مثل خشب الزان الأحمر، والخشب السويدي، والأبلاكش بأنواعه، إلى جانب الصدف البحري والصناعي المستورد من تركيا وتايوان. وتتميز منتجات القرية بجودتها ودقتها، حيث تعتمد بالكامل على المهارة اليدوية بعيداً عن الآلات أو الطابعات.
تمر صناعة الصدف بخمس مراحل أساسية، تبدأ بالنجارة، حيث تشكل المادة الخام وفق احتياجات السوق، ويتم تصنيع صالونات وغرف نوم ومجالس عربية وأنتيكات. كما تأتي بعدها مرحلة التصديف التي تشمل تعشيق الأشكال الهندسية الإسلامية باستخدام الصدف البحري الطبيعي. يلي ذلك مرحلة ملء الفراغات بمادة بوليستر، ثم الصنفرة لتعديل المنتج وإظهار معالم الرسومات، وأخيراً مرحلة التشطيب باستخدام البوليستر اللامع لحماية المنتج من الحرارة والرطوبة.
كما أصبحت مهنة الصدف مصدر دخل رئيسي للشباب في القرية، حيث تصل أجور الحرفيين إلى 300-400 جنيه يومياً. وتضم كل ورشة حوالي 15 إلى 20 عاملاً، مما أسهم في القضاء التام على البطالة داخل القرية، وتحويلها إلى نموذج ناجح في استثمار الحرف اليدوية لتحقيق التنمية الاقتصادية.