قلعة الكوت في الدوحة: شاهد حي على التاريخ القطري القديم

أسماء صبحي – في قلب العاصمة القطرية، وعلى مقربة من سوق واقف الشعبي الشهير. تقف قلعة الكوت شامخة كواحدة من أبرز المعالم التاريخية والثقافية في الدوحة. ولم تكن هذه القلعة التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر مجرد بناء حجري. بل كانت مركزًا حيويًا لحماية الأمن المحلي، ثم أصبحت مع مرور الزمن مرآة تعكس التراث القطري الغني.
إنشاء قلعة الكوت
بنيت القلعة في عام 1880 على يد الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، أحد أبرز حكام قطر في تلك المرحلة المفصلية من تاريخ الدولة. وقد كانت القلعة تستخدم في البداية كمركز شرطة وسجن محلي. وذلك لموقعها الاستراتيجي في قلب المدينة، مما جعلها قادرة على مراقبة التجار والأسواق المحيطة بها.
وتتميز القلعة بتصميمها الدفاعي الكلاسيكي الذي يجمع بين الطابعين العثماني والخليجي. وتضم أربعة أبراج مراقبة مستديرة، وأسوار عالية وساحة داخلية كبيرة. والبناء مبني من الحجارة المرجانية والطين والجص، وهي مواد كانت تستخدم في العمارة التقليدية لتوفير الحماية من حرارة الصيف القطرية القاسية.
التحوّل إلى متحف
في عام 1978، خضعت القلعة لأعمال ترميم شاملة بإشراف الجهات الثقافية في الدولة. وتحولت لاحقًا إلى متحف تراثي يعرض الحرف التقليدية مثل صناعة السلال، والتطريز، وصيد اللؤلؤ. إلى جانب صور نادرة تجسد الحياة الاجتماعية في قطر القديمة.
وقال المؤرخ القطري الدكتور راشد بن فهد المهندي، إن قلعة الكوت ليست مجرد مبنى أثري، بل هي مرآة لذاكرة الدوحة. كما إن زيارتها ليست فقط رحلة إلى الماضي، بل فهم عميق لكيف تشكلت الهوية الوطنية القطرية.
واليوم تعد القلعة من الوجهات الأساسية للسياح والزائرين، خاصة مع قربها من سوق واقف. مما يجعلها جزءًا من التجربة الثقافية المتكاملة التي تقدمها الدوحة. كما تنظم القلعة أحيانًا فعاليات ثقافية وأمسيات فنية تساهم في إبراز الفلكلور القطري.