حوارات و تقارير

عبير عصام سيدة الأعمال لـ”صوت القبائل العربية ” أفتخر بجذوري الصعيدية|حوار|

دعاء رحيل

لا أحد يستطع أن ينكر الدور الإيجابي والفعال للمرأة المصرية التي سطرت على مر العصور والتاريخ أعظم التضحيات ؛ وبرز دورهن في كافة المجالات التي عملت بها ، وفى هذا السياق كان لقائنا مع الدكتورة عبير عصام أحد اهم سيدات الأعمال في مصر ، و رئيس مجلس إدارة شركة “عمار العقارية” ، بالإضافة إلى أنها أحدى رائدات العمل المجتمعي والخيرى التطوعي في مصر، أزداد لمعان نجمها مؤخرا ، عقب انضمامها للحملة الرسمية لمؤسسات الدولة التي يترأسها اللواء/ أحمد زغلول مهران وذلك من خلال قيامها بالعديد من المبادرات الإنسانية لمساعدة كل الفئات التي تضررت من تداعيات أزمة فيروس كورونا … تعتز وتتباهى بأنها امرأة صعيدية … حصلت مؤخرا على الدكتوراه الفخرية من أحدى الجامعات البريطانية ، مبدأها في الحياة أن وراء كل امرأة ناجحة رجل عظيم ، مشيرة إلى أن زوجها دائما يدفعها للتقدم والنجاح ، التقينا بها لنتعرف عنها عن قرب ولتحدثنا عن حياتها فكان لنا هذا الحوار الشيق معها ……

نود التعرف على السيرة الذاتية لسيدة الأعمال عبير عصام ؟

أنا امرأة صعيدية من مدينه كوم امبو بأسوان ، كغيرى من السيدات و لكن منحنى الله حظ أفضل منهم قليلا ، ومع وجود طموح لدى أثقلته بالمتابعة والجهد ، أصبحت المرأة التي ترونها الأن سيدة الأعمال و سيدة المجتمع التي لها دور مؤثر في الاستثمار بمصر، وهو الأمر الذى يدفعني للقول بأنني أصبحت قدوه لبعض الفتيات و السيدات ، و هذه مسئوليه كبيره للغاية أتمنى التوفيق فيها .

عند انتقالك من أقصى الصعيد لبريق القاهرة هل واجهتي صعوبات في بداية حياتك ؟

كان سبب مجيئي للقاهرة هو انتقالي لمنزل زوجي فهو طبيب كان يعمل بأسوان لكنة مقيم بالقاهرة ، ومنذ أن جئت لقاهرة المعز وانا أحلم بأن يكون لي دور مؤثر داخل المجتمع ، ودعم زوجي هذا الطموح لدى ، فأنا منذ صغرى أعشق روح المغامرة و العمل الجماعي فكنت أشارك في انتخابات الاتحادات الطلابية بالمدرسة منذ المرحلة الإعدادية ، حتى سافرت مع زوجي إلى هولندا فتأجلت أحلامي مؤقتا ، ولكن تلك السفرية أحد الأسباب الرئيسية لإتقان العمل بمجال الاستثمار .

متى كانت بداياتك في العمل بالسوق المصري ؟

حينما جئت للقاهرة استقريت في مدينة 6 أكتوبر وذلك منذ 32 عام ، كانت وقتها تلك المدينة منشئة منذ ثلاث سنوات فقط ، كانت مدينة خاوية ، لا يقطنها أحد ، أقرب للمدينة المهجورة ، و كان كل من لدية طموح في تلك الأثناء يستطيع تحقيقه بسهولة في تلك المدينة بشتى المجالات ، حتى لو كانت خبرته قليلة أو رأس مالة قليل ، فالمدينة خاوية وتسير نحو العمران ، وكان والدى رحمة الله علية قد ترك لي ميراث عبارة عن سيولة نقدية و قطعة أرض بتلك المدينة تصلح لأى مشروع استثماري ، فبدأت فعليا عام 1995 بأنشاء شركه لمهمات المكاتب ، لتأثيث جميع أنواع المكاتب الإدارية ، وبسرعة الصاروخ أصبحت شركتي أكبر شركة متخصصة في ذلك المجال بمدينة 6 أكتوبر ، وبفضل الله حققت مكاسب جيده ، بالإضافة إلى استعادتي لرأس المال الذى تحصلت علية من ميراث والدى وضخيتة في شركتي ، لذلك قررت أن أتوسع في نشاطي وأتجه لمجال تشطيبات المباني ، وبالفعل حققت نجاح باهر في ذلك المجال وذاع صيتي وذلك يرجع إلى أنى كنت دائما أطور أعمال التشطيبات وأبحث عن كل ما هو جديد ومبتكر لأقدمه لعملائي ، ويرجع أيضا الفضل إلى نجاحي هذا في تكوين دولاب عمل متخصص واحترافي أفراده يخافون على سمعتي ويتمنون لي الخير، فقد اعتمدت في بداياتي على دولاب عمل مكون من أصدقائي وأقاربي واستقدمت الكثيرين من أهل بلدتي بأسوان ، فالحمد لله الجميع يثق بي لذلك لم أبخل عليهم وكنت أمنحهم حقوقهم قبل أن يطلبوها ، والحمد لله أصبح لدى الآن أكثر من دولاب عمل قادرين على تشطيب مدينة كاملة .

ثم توسعت أكثر بعد أن أصبح لدى رأس المال والخبرة والعمالة المتخصصة وتعمقت في مجال المقاولات فقمت بأنشاء شركة “عمار للمقاولات” والتي تسند لها الآن أعمال المقاولات الكبرى بداية من الحفر والبناء وصولا للتشطيبات النهائية .

هل واجهتي صعوبات في السوق لكونك سيدة ؟

الحقيقة كون أننى سيدة أثر على مسيرتي المهنية بالإيجاب ، فالناس حينما يشاهدون امرأة تركب سيارة وتتنقل بين المواقع وتناقشهم في كل كبيرة وصغيرة، غير مفهومهم الراسخ بذهنهم بأن أعمال المقاولات حكر على الرجال فقط لأنها تحتاج إلى مجهود عضلي أكثر من ذهني ، فبدأ الجميع يثق في وفى قدراتي ، كما أن صراحتي الشديدة ، والتزامي بالمواعيد المتفق عليها زاد من تلك الثقة ، كل ذلك ساعد على زيادة الأعمال المسندة لشركتي .

ثم بدأت اتجه للمناطق الصناعية بأكتوبر ، أدرس احتياجاتها وأتعاقد عليها وأوفرها للعملاء بأرخص الأسعار فكنت أتعامل معهم من خلال الشركتين المملوكين لي المقاولات وتأثيث الوحدات الإدارية ،

وكيف استطعتى منافسة الشركات الأخرى في مجالك ؟

لم تستطع شركة أخرى حتى الآن منافستي بسبب أنى أتقدم بأقل سعر للتعاقد ، وذلك يرجع إلى أن العمالة الخاصة بشركاتي من أهالي 6 أكتوبر ويقطنون بها ، ومن يعمل بشركاتي لا يمكنه تركها مهما كانت الأسباب ، بفضل الامتيازات التي أقدمها لهم وحماية مستقبلهم ومستقبل أسرهم ، أما الشركات الأخرى فهي بحاجة إلى عمالة تستقدمها من خارج المدينة فستضطر إلى تحمل نفقات أقامه وأعاشه للعاملين …. الخ ، وهذا بالطبع سيضاف قيمته على تكاليف الأعمال التي ستسند اليها ، وبالتالي لن تستطيع تخفيض السعر مثلى ، فأنا لا أتحمل هذه التكاليف ، والحمد لله أصبحت شركاتنا الآن قبلة لكل وافد جديد للمدينة يبحث عن عمل قادما من أي محافظة.

حصلتي على لقب أول مطور عقاري بمدينة 6 أكتوبر حدثينا عن ذلك ؟

مصطلح “مطور عقاري” كان جديد في السوق العقاري المصرى عموما ، والمقصود به أن تستلم قطعة الأرض وتتولى كل ما يتعلق به من تراخيص وتوصيل مرافق ورسومات هندسية وبناء وتشطيب … الخ ، كأنها قطعة قماش تقوم بتفصيلها وكانت بدايتي في ذلك المجال عام 2005 ، فأدخلت هذا المصلح لمدينة 6 أكتوبر وكنت أول مطور عقاري ، والآن أشهر مطور في مصر .

من وجهة نظرك هل أثرت أزمة ” فيروس كورونا “على الاقتصاد المصري؟

بالطبع تأثر الاقتصاد عموما بشتى مجالاته خصوصا مجالي الزراعة والصناعة ، فكل شرائح وفئات المجتمع المصري تأثرت من تداعيات الأزمة ، فمصر مثلها مثل باقي دول العالم ، فإذا كان اقتصاد ومؤسسات دول عظمى انهارت ووقف قادتها عاجزين عن وقف هذا الانهيار الكامل ، ونحمد الله أن نجح الرئيس السيسي في اتخاذ خطوات استباقية لمواجهة الأزمة قبل أن تصل إلى مصر والا لا قدر الله كان مصيرنا سيكون مثل تلك الدول ، وأقول للجميع مهما كان تأثرنا الحالي أو أعداد الإصابات أو الوفيات فأنها لا تذكر مقارنة بما يحدث بكل دول العالم ، وأعتقد أن الجميع يدرك ذلك ، فقد أنتهى عصر إخفاء المعلومات وأصبح العالم قرية صغيرة تتناقل الأخبار فيه بسرعة و من أكثر من مصدر.

هذا على وجه العموم أما نحن كمستثمرين لن نتوقف عن الاستثمار، و لن نتعامل مع الموقف علي أنه نهاية العالم ، و وبدأنا بالفعل كمستثمرين و غرف اتحادات الصناعات في التعامل مع الأزمة بعد مرور أسبوعين من بدايتها ، ووضعنا خطة للتعايش مع الفيروس من خلال تنفيذ عملنا مع أتباع التدابير الوقائية والاحترازية التي أعلنت عنها الحكومة ، وبدأنا في ضوء ذلك تشغيل الموظفين الذين لا يتطلب إنجاز أعمالهم الحضور لمقرات العمل من منازلهم ، كما قمنا بتخفيض العمال وبعد تطور الأمر بدأنا في منح الإجازات الطويلة ، وأي شركة قطاع خاص لا تفضل منح عامليها أجازات لان ذلك بالتأكيد سيعطل العمل ويكبدنا خسائر جسيمة ، ولكن لابد من الحفاظ على عمالتنا والحرص على صحتهم فهم ثروتنا الحقيقية التي نملكها ، وذلك لأنه بحسب تصوري أن ثروة أي شركة قطاع خاص هي العاملين بها ، وأعتب كثيرا على وسائل الأعلام التي تستضيف غير المتخصصين في مجال الاستثمار ليتحدثوا عن الاستثمار والشركات وتأثير أزمة كورونا عليهم ، فهؤلاء غير متخصصين ولا يعلمون ماذا قدم القطاع الخاص للعاملين به للحفاظ عليهم ، ولكن فيروس كورونا أرسى مبدأ عام على جميع شركات القطاع الخاص وسيظهر للساحة بقوة عقب انتهاء الأزمة وهو ضرورة الالتزام بتنفيذ كافة الالتزامات التي نص عليها قانون العمل وكل القرارات الوزارية في ذلك الشأن مثل التأمين طبي ، توفير وحدات سكنية لائقة ، توفير وسائل آمنه للانتقالات ، ومشاركتهم في صافى الربح السنوي وفقا لأحكام القانون ، وكل ذلك حقوق أقرها القانون منذ سنوات طويلة ولكنها غير مفعلة ، وهذا ما يفسر سر تمسك العاملين بشركاتي ، فأنا أمنحهم تلك الحقوق بدون انتظار أزمات طارئة وخلافة ، فكما هم يعطوني حقي في العمل فلابد أن أعطيهم حقهم ، فصاحب الشركة يديرها فقط و الفضل للعمالة في تحقيق الإنجازات .

من وجهة نظرك ما مدلول أرسال مصر لمساعدات لدول كبرى لمواجهة الأزمة ؟

الدولة المصرية استطاعت أن تثبت للعالم أن لها اليد العليا في إدارة تلك الأزمة ، وذلك يرجع إلى الحنكة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي في إدارة البلاد وإدارة الأزمات ، حقا لقد أصبحت مصر قاطر العالم ، فإرسال مصر مساعدات لدول عظمى رساله للجميع بأننا أصبحنا مثلهم من الدول العظمى ، وذكرني ذلك بمصر قديما حينما كانت ترسل مساعدات لكافة الدول ، لمساعدتها ، حقا الظروف مواتية للرئيس السيسي ليعيد أمجادنا .

حدثينا عن دور مؤسسه “عمار للبناء” في تشغيل الشباب و ما الذي تقدمه المؤسسة ؟

هي مؤسسة عقارية تستهدف العمالة العادية ، لانهم دائما يتميزون بالمهارة والخبرة ، نقوم بتدريبهم وتعليمهم وتثقيفهم ، هذه المؤسسة تتكون من مجموعة شركات للتطوير العقاري والصناعي والزراعي ، لدينا فروع بمدن أسوان ، الأقصر ، 6 أكتوبر ، حدائق أكتوبر و مدينة الشيخ زايد ، وأخيرا قمنا بعقد بروتوكول مع دائرة الأملاك والأراضي بأمارة دبى بدولة الأمارات ، لأنشاء ” معهد دبى – مصر العقاري ” ، لأنني في زيارتي للأمارات شاهدت ” معهد دبى العقاري ” وعرفت انه يتخرج منة كل من يعمل بالسوق العقاري من العمالة بعد تأهيله للسوق العقاري ، وأعجبت جدا بالفكرة لذلك قررت تنفيذها في مصر ولاقت ترحاب من عدة شركات مصرية .

هل هناك شراكة بين شركتك وشركات دولية ؟

بالطبع توجد شراكات مع شركات سعودية وإماراتية ، وتقتصر تلك الشراكات على المولات ، وسيشهد السوق المصري خلال الفترة القادمة نشاط ملحوظ في نشاط المولات .

وسط هذا الكم الهائل من ضغوط العمل لماذا قررتى التطوع بالحملة الرسمية لدعم مؤسسات الدولة ؟

في البداية أتوجه بالشكر إلى اللواء أحمد زغلول ذلك الرجل الذى يجتمع عليه كافة طوائف المجتمع ، والذى أثق فيه ثقة مطلقة ، لما له من مواقف وطنيه مشهود لها من الجميع ، فالرجل يعمل بشعار “إنكار الذات ” لا يبغى من أعماله إلا مرضاه الله ، ولذلك عند ظهور وبزوغ نجم الحملة قررت الانضمام اليها كنوع من أنواع المسئولية المجتمعية تجاه وطننا الحبيب .

حدثينا عن مهامك في الحملة ؟

تم تكليفي برئاسة لجنه الاستثمار

لماذا اسند لكى رئاسة لجنة الاستثمار تحديدا ؟

لخبرتي العريقة في ذلك المجال ، بالإضافة إلى انى عضو مجلس أداره بجمعيه مستثمري 6 أكتوبر و رئيسه المجلس العربي لسيدات الأعمال و عضو في غرفه التطوير العقاري ، لذلك فأن الاستثمار وتطويره ودعمه هو أصل عملي ، و الحقيقة أن اللواء أحمد زغلول يتميز بأنة يسند اللجان للكفاءات فقط دون محاباة ، وللمختصين في المجال حتى يقدموا ما هو جديد للحملة مما يعود بالنفع على بلدنا الحبيبة .

بعيدا عن البزنس والعمل العام ماذا عن عبير عصام الزوجة والأم ؟

زوجي وأبنائي قدموا لي كل الدعم ، وأي سيدة أعمال لن تكون ناجحة إلا اذا كان بيتها أهم شيء في حياتها ، و ثروتها هي زوجها و أولادها ، لأن للأسف لدينا في المجتمع المصري والعربي قاعدة غريبة وهى أن سيدة الأعمال الناجحة لابد أن تكون فاشلة في حياتها الأسرية ، منفصلة عن زوجها أو أبنائها مستهترين وفاشلين دراسيا لماذا ومن وضع تلك القاعدة ؟!!

لذلك أشكر الله أنى تربيت على المبادئ والعادات والتقاليد الصعيدية ، التي تجعل الزوجة تقدس زوجها وأبنائها ، لذلك هم لدى أهم شيء في حياتي زوجي طارق وأبنائي عصام و عمر وعمار وزوجة ، أبنى المذيعة نور الصواف وحفيدي نور الدين هم ثروتي الحقيقية التي امتلكها ، ونصيحتي الأولى والأخيرة لكل سيدة أعمال مهما سطع نجمها استقرار أسرتك وسعادتها هم الأساس في كل نجاحك فحافظي عليهم مهما كانت التضحيات .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى