فريضة الحج وطقوسها عند المصريين القدماء قبل بناء الكعبة في السعودية؟
أميرة جادو
كشف عددًا من المؤرخين مفاجآت عن موعد وطريقة تأدية فريضة الحج عند المصريين القدماء، أبرز هؤلاء عالم المصريات، الدكتور وسيم السيسي، الذي أوضح كافة تفاصيل رحلة الحج في مصر قديمًا.
ووفقًا لما ذكره المؤرخين، فأن الحج قديمًا كان له موعد ثابت ومحدد، وهو يوم 1 من الشهر الأول من فصل الفيضان إلى يوم 26 من نفس الشهر.
طريقة تأدية الحج قديمًا
وعن طريقة تأدية الحج في مصر قديمًا، أشار “المؤرخون”، إلى أن أهالي المتوفي وأقاربه كان يقومون بوضع الميت في ختام الأربعين بعد تحنيطه في مركب ليعبر النيل، أما الأقارب والأهل والأصحاب كانوا يصحبونه في مركب آخر.
وعندما يصل أهالي المتوفي إلى البر الغربي يرتلون “السلام عليك أيها الإله العظيم، يا سيد تاور العظيم في أبيدوس، لقد أتيت إليك فأنت صاحب العطف، استمع لندائي ولب ما أقوله، فإني أنا واحد من عبيدك”، ثم يقوم الكاهن بتقديم القرابين وحرق البخور أمام جثمان الميت، ثم يقوم بطقوس فتح الفم وصب المياه أمامه وسط نحيب وولولة الزوجة والأهالي.
طقوس رحلة الحج
تبدأ الطقوس بذبح الأضحية وكانت عبارة عن “ثور أو بقرة”، علاوة على تقديم القرابين وحرق البخور، وهي من المشاهد المهمة في رحلة الحج في مصر القديمة، حيث تدلنا العديد من المشاهد المسجلة على جدران مقابر بني حسن بمحافظة المنيا، حيث يوجد أكثر من 2000 لوحة لتصوير موائد القرابين التي كانت تقدم كنذور تقدم على امتداد طريق موكب أوزير في “أبيدوس”، وغيرها من الأماكن المقدسة التي يحج إليها المصري القديم.
فريضة الحج قبل بناء الكعبة
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، أن في مصر القديمة كانت هناك مدينة في سوهاج كان يطلق عليها “أبيدوس”، وبالمصري القديم أبيجو، حيث حول اسمها اليونانيون باستبدال الجيم بالدال وإضافة السين، وكانت عاصمة مصر في عصر ما قبل الأسرات.
وأضاف “السيسي”: “كانت أبيدوس المكان الذي يحج إليه الناس من كل أنحاء البلاد شمالا وجنوبا، وكان هناك فرع مخصص من النيل يسير إليها، واستخدمت لدفن الموتى فيها لمكانتها”، متابعا: “الحج كلمة مصرية قديمة معناها النور أو الضياء، وبإضافة كلمة آز إليها التي تعني المتجه إلى، تصبح الحجاز، وكانت أبيدوس بمثابة الكعبة لدى المصريين وكانوا يطلقون عليها كابا، والتي دخلت في العربية فأصبحت كعبة”.
وأردف “السيسي”: “أعظم معبدين في أبيدوس، أحدهما لستي الأول والآخر لابنه رمسيس الثاني، والذي يتهمه حبايبنا بأنه فرعون الخروج، ولكنه عاش حتى 96 سنة”، وواصل: “أمير الشعراء قدّر قدره قوي، فقال عنه: وأتى الدهر تائبا بعظيم من عظيم أباؤه عظماء.. من كرمسيس في الملوك حديثا ولرمسيس الملوك فداء.. بايعته القلوب في صلب سيتي.. يوم أن شاقها إليه الرجاء”.
وبيّن “عالم المصريات”: “يقصد ببايعته القلوب في صلب سيتي أي بايعوه وهو لم يولد بعد، ومعنى شاقها أي اشتاق إليها رجاء الناس في شخص آخر يحكمهم مثل رمسيس”.
موعد رحلة الحج في مصر القديمة
وفي السياق ذاته، أكد “مجدى شاكر”، كبير الأثريين بوزارة الآثار، أن موعد رحلة الحج في مصر القديمة كان 8 من الشهر الأول من فصل الفيضان، حيث كانت احتفالات أوزير تجرى في الشهر الأول الفيضان، ويتواكب مع عيد أوزير الذى يستمر من الثامن من الشهر الأول الفيضان حتى يوم السادس والعشرون من نفس الشهر والليلة الكبيرة في يوم 22 من نفس الشهر.
وتابع “شاكر”: “بجانب الحج لأبيدوس، كانت هناك زيارات لبوتو وسايس وهليوبوليس وكلها مدن لها قدسيتها وكانت لها مقاصير تشارك في عيد أوزير، وبعد العودة والانتهاء من رحلة الحج كانت المراكب تعود للشاطئ الغربي، وتبدأ رحلة تشييع الجنازة بوضع التابوت على زحافة يجرها أربعة ثيران، ليجري لها طقس فتح الفم وصب الماء أمامها، ويتخلل ذلك ولولة الزوجة وهى تحتضن مومياء زوجها، وكانت أحيانا ترافق كل هذا الراقصات والمغنيات للموكب”.