وطنيات

في الذكرى الــ 79 لمعركة العلمين..أحمد قذاف الدم.. المسئول السياسي لجبهة النضال

مررت على العلمين التي جرت على ترابها أشهر المعارك في الحرب العالمية الثانية .. وكانت فاصلة ترتب عنها هزيمة قوات المحور أمام الحلفاء وعادت بي الذاكرة، عندما وقفنا عندها يوماً ونحن أطفال، بصحبة والدي الذي شارك فيها ضمن ضباط الجيش الليبي الوليد، بل وجُرح فيها، وسقط فيها الكثير من الليبيين ضد القوات الإيطالية والألمانية، وقال والدي لقد كنا نمثل رأس الحربة، والاستطلاع، وكلفنا بالقيام بعمليات خلف الخطوط، وكيف كانوا متحمسين لمواجهة الطليان الذين طردوهم من ليبيا .. ونصبوا المشانق في كل مكان، وهجّروا شعبنا لتصبح ليبيا الشاطئ الرابع لإيطاليا، بل ومنحوا من بقى منهم الجنسية الإيطالية، وخسرت إيطاليا وعادت ليبيا لأهلها الذين برهنوا على حقيقة تاريخية بأن الاستعمار مشروع فاشل.. الحمد لله.

 

 

 

لقد زرت أكبر مشايخ المنطقة الشيخ “عبد المولى عبد المالك المالح”، وهو من القلائل الذين على قيد الحياة ممن عاصروا هذه الأيام، وحدثني عن معاناتهم، وهم يرون الأجانب يتناطحون على أرضهم، وكيف واجهوا الأيام الصعبة، وكم أتمنى أن تتواصل وسائل الإعلام معه لتعرف الأجيال ما لم تجده في الكتب.

 

أعود للعلمين اليوم وهي تتحول إلى دار سلام، وعاصمة صيفية ترتفع فوقها أعلام مصر الحرة ، وناطحات السحاب والجامعات والمصحات والمنتجات الحديثة، فقد تغير وجه الحياة وتحولت مضارب البادية إلى دارات وعمارات ووصلتها الطرق والكهرباء والحمد لله، وتبقى كلمات الشهيد القذافي ترن في أذني وأنا أستذكر هذا اليوم “بأن ليس للاستعمار زمن وإنما ظروف إذا ما توفرت عاد الاستعمار”، وللأسف إرهاصات سقوط الأمة من بغداد حتى طنجة مروراً بسوريا واليمن وليبيا، وحجم التآمر والأوامر، قد يعيدنا مرة أخرى، ويُنبئنا بذلك، فهذه أمم تتحدانا وعلينا أن نستعد للتحدي، أقول ذلك وأنا أرى أن أعداء الأمس في هذا المكان، وفي حرب طاحنة سقط فيها عشرات الملايين، وأحرقوا الأخضر واليابس ولوثوا البيئة وزرعوا ملايين الألغام، تحولوا بقدرة قادر إلى حلفاء وتوحدوا في حلف عسكري واحد، وعُملة واحدة وأصبح الاتحاد الأوروبي، عملاقًا وسط العمالقة، وعلى مرمى حجر من العرب الذين يقتلون بعضهم البعض.. أليس الأمر مخجلاً أو أليس الأمر مخيفًا ؟!! .

 

 

ورغم أنهم بعد تلك الهمجية أصبحوا يتكلمون عن حقوق الإنسان والحيوان، نطالبهم اليوم بأن يجدوا تصنيفًا للعرب بين هذا وذاك ، حتى نطالب بالتوقف عن مسلسل الإذلال والامتهان والتطاول على حرماتنا وأموالنا، من طنب الكبرى وحتى طرابلس مروراً بالخرطوم عاصمة اللاءات الثلاث .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى